14 سبتمبر 2025

تسجيل

غَـزَّةُ، جُرحٌ يطلعُ الفجرُ مِـنهُ

07 أغسطس 2014

منذ أيامٍ، فقدتِ الرياضةُ العربيةُ شخصاً كنا نركنُ إليه لإعدادِ جيلٍ فلسطينيٍّ يُمَـثِّلُ فلسطينَ الحبيبةَ في كرةِ القدمِ، تهتفُ له حناجرُنا وقلوبُنا حتى لو واجَـهَ فِرَقَنا الوطنيةَ في عالَـمِنا العربيِّ، هو الإنسانُ الخلوقُ، عاهد زَقُّوت، رحمه الله، الذي استُشْـهِـدَ في غارةٍ صهيونيةٍ على غزَّةَ، ليُضاف اسمُهُ إلى قائمةٍ طويلةٍ من الشهداءِ، معظمهم مدنيون لا يعرفون استخدام السلاح. هذه الجريمةُ وأمثالها من جرائمَ ضدَّ الإنسانيةِ، وجرائمُ تدميرِ البُنى التحتيةِ، ومنها الرياضيةُ، في غزَّة، تدفعُنا للنأيِ بأنفسِنا، كإعلاميين ورياضيين عرب، عن الـمواقف السياسية والتَّحَـرُّكِ نحو التأثيرِ في العالَمِ نُصرةً لأشقائنا. فليس من الـمعقول أننا لم نسمع عن منظمةٍ رياضيةٍ دوليةٍ تتخذُ موقفاً إنسانياً إعلامياً مُطالباً بوَقْـفِ العدوان، أو ترفعُ صورةً لأطفال غزَّةَ الـمذبوحين. ونحن لا نلومُ العالَـمَ وإنما نلومُ وزاراتِ الرياضةِ، واللجانَ الأولـمبيةَ، والأنديةَ في عالَـمِنا العربيِّ، لأنها غائبةٌ عن الحَـدَثِ، بل إنَّ بعضَها يَتَّخِـذُ مواقفَ سياسيةً مؤيِّـدَةً للعدوانِ، في صورةٍ تُمَثِّلُ غيابَ الروحِ الإسلاميةِ العربيةِ الإنسانيةِ عنها، وانعدامَ الروحِ الرياضيةِ في نفوسِ مَنْ تتعلقُ بهم قلوبُ شبابِنا العربيِّ.بأيّ عباراتٍ نتحدثُ عن جُرحِـنا الغائرِ النازفِ في غزَّةَ هاشم؟، وأيّ لغةٍ نستخدمُ غيرَ العربيةِ التي بِتْـنا نخجلُ أن نقرأ ونكتب بها ونحنُ نعلمُ أنها لغةُ القرآنِ الكريمِ، واللغةُ التي تحدثَ بها الـمُصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم، في حين لا توجد في نفوسِ الكثيرينِ عِـزَّتُـهُ وغِـيرَتُهُ؟.نحن، القطريين، لا نستغربُ لا مُبالاةَ الـمنظماتِ الدولية بجرائم العدوانِ، وخاصةٍ عندما رأينا شماتةَ البعضُ من (الأشقاء) العربِ بتدمير الـمنشآتِ الرياضيةِ التي تَـشَرَّفَتْ بلادُنا ببنائها في غزَّةَ كجزءٍ من واجبٍ إسلاميٍّ عربيٍّ مفروضٍ على الجميع. واستنكارُنا لهذا الأمر اللاأخلاقي، ليس لأنَّ الدَّعاوى السياسيةَ التي صاحبَتْـهُ ربطتْهُ بمواقفِنا، قيادةً وشعباً، وإنما لأنه لم يَـرَ أشلاءَ أشقائنا التي اختلطت بتلك الـمنشآتِ. وكم أثلجَ صدورَنا تَـرَّفُّعُ إعلامِنا عن الردِّ بنفسِ الـمستوى، وإصرارُه على تسليط الضوء على العدوان الصهيونيِّ الوحشيِّ.على الجسمِ الرياضيِّ العربيِّ أنْ يسعى ليكونَ له دورٌ مُناصرٌ لغزَّة الحبيبةِ، أمَّا الكيفيةُ لتحقيقِ ذلك، فسأناقشُها في مقالٍ لاحقٍ، إن شاء اللهُ. كلمةٌ أخيرةٌ:الأممُ لا تموتُ مهما تَعاظَـمَتِ الـمِحَـنُ واشتدتِ الخُطوبُ، وإنما تنبعثُ ثانيةً من تحتِ أشلاءِ أبنائها، ورُكامِ مُدُنِـهِم وبيوتِـهِم، وقد ازدادتْ عزيمةً على التَّقَـدُّمِ بثباتٍ. ذلك، أنَّ في صفوفها مَـنْ لا يَتَخَـلُّونَ عن أشقائهم، لإيمانهم بوحدةِ الـمصير، ولانطلاقِهِم من الإسلامِ الحنيفِ الإنسانيِّ العادلِ .