17 سبتمبر 2025
تسجيلالمقاومة المذهلة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة التي قتلت فيها 161 عسكريًّا صهيونيا، وجرحت أكثر من ألف آخرين، وصدت عدوانا همجيا شنته آلة الحرب الصهيونية بدعم غربي وصمت دولي وأممي، أوقع نحو ألفي شهيد، بينهم 400 طفل، واكثر من تسعة آلاف جريح، بآلة حربية فتاكة لم تترك شجرا ولا حجرا، وأزالت معالم البنية التحتية في غزة.. هذه المقاومة وحدها أرغمت العدو الصهيوني على الرضوخ والإسراع إلى طلب الإنقاذ من الحليف الأمريكي، لعقد هدنة مؤقتة لإخراجه من مأزق المواجهة مع الفلسطينيين.لا شك أن العدوان الهمجي وارتفاع أعداد الشهداء والاطفال كل يوم على مدى شهر، والعمليات النوعية التي نفذتها المقاومة، ومفاجأتها العالم والعرب بأسلحة نوعية غير معهودة في عملياتها ضد الصهاينة، أذهلت العالم المتواطئ مع العدوان، وكانت سبيلا إلى تحقيق نصر عسكري، أرغم الصهاينة على اللجوء إلى المفاوضات عبر الحليف الأمريكي، في محاولة لحفظ ماء وجهه.. انتصرت غزة عسكريا في معارك الميدان الضارية رغم آلاف الشهداء والجرحى، قاطعة جزءا مهما من المعركة الكبرى في طريق استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة، والآن تحولت المعركة إلى الميدان السياسي والأنظار متجهة إلى المفاوضات وهي معركة أكبر وأقسى، ولا بد أن تستثمر نصر المقاومة وعدم اهدار التضحيات الكبيرة التي قدمها الفلسطينيون، لتحقيق المطالب الفلسطينية العادلة، من رفع الحصار وما يستتبعه من فتح المعابر وحركة الملاحة، عن قطاع غزة، ومحاسبة المجرمين الصهاينة دوليا، لتحقيق عدالة ناجزة ومنع تكرار العدوان الصهيوني مرة أخرى، ولا بد للمفاوض الفلسطيني من تحقيق إنجاز سياسي كبير خلال المفاوضات، وإلا فإن العدوان سيتكرر لاحقا ولن تكون هذه الهدنة إلا لالتقاط الأنفاس.ورغم الموقف العربي الرسمي المتقاعس عن نصرة الفلسطينيين في دفاعهم عن الأرض والكرامة العربية، إلا ما ندر، فإن النصر في معركة المفاوضات لا يمكن أن يتحقق دون موقف سياسي عربي موحد خلف المطالب الفلسطينية، التي يسعى وراءها للمرة الأولى وفد فلسطيني موحد يضم كافة الفصائل الفلسطينية.