14 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان.. عيدكم مبارك!

07 أغسطس 2013

سريعا مر علينا شهر رمضان، وها نحن نستقبل أيام العيد وحالنا في العالم العربي لا يحسد عليه. الانقسام هو عنوان المرحلة، والخصم لم يعد ديكتاتور ومستبد يمسك بالسلطة ويتحكم برقاب الجميع، بل العقلية والفكر الشمولي الاستبدادي الذي ساد خلال عقود طويلة وبات من الصعب اجتثاثه والتخلص منه بين ليلة وضحاها. إذا كان الخصم واضحا ومعروفا في الماضي، فقد تلون وتشكل في الحاضر، وهو يعود عن طريق الانقلابات العسكرية متواريا خلف ثورة مدنية، أو يسيطر على مقدرات البلد بحجة التفويض العلوي وتحكيم الأيدلوجية الدينية بدعوة أنها شريعة ربانية؟! الاصطدام بين أبناء الوطن الواحد بات حتميا بدأت شرارته تظهر في بلدان الربيع في العالم العربي، مصر وتونس وسوريا، ولا غلبة لأحد فالكل خاسر والخاسر الأكبر هو الحاضر والمستقبل. الصراع بات مكشوفا تلعب فيه وسائل الإعلام الدور الأكبر من خلال الاصطفاف وراء معسكر وقتال الطرف الآخر لكي ينتصر على أعدائه الوهمين والجميع بلا استثناء يستخدم الأسلحة نفسها في الدفاع والهجوم من خلال استهلاك شعار الحرية والديمقراطية وعودة الحق والشرعية واللجوء إلى الاعتصامات والمظاهرات واستنفار وتعبئة الشارع لحل القضايا الخلافية والسياسية. هل الصورة قاتمة كليا في عالمنا، قد تكون، ولكن ظاهر الرحمة قد يطرق برأسه ولو توارى خجلا وراء المصالح والأجندات السياسية، ظواهر الرحمة في شهر رمضان ـ كما زفته لنا وسائل الإعلام ـ تمثلت في إطلاق سراح سجناء الرأي والمعارضين في أكثر من بلد عربي، وحتى إسرائيل قررت أن تطلق سراح مجموعة من قدامى السجناء الفلسطينيين على أربع دفعات مع إعادة إطلاق مفاوضات السلام بعد تعثرها لثلاث سنوات. هل سيكون الوضع في رمضان المقبل أفضل حالا؟ ما نتمناه أن يتقبل منا ومنكم أعمالكم وقيامكم في هذا الشهر الكريم، وكل عام وأنتم بخير!