14 سبتمبر 2025
تسجيلسريعة جداً هذه الأيام التي نعيشها هذه الأيام، وكأن السرعة هي علامتها التي تحافظ عليها ولا تريد التفريط بها أبداً وذلك؛ خوفاً عليها من الضياع لذا تجدنا نفكر في الغد منذ الأمس، فتمضي بنا الأيام دون أن ندرك ذاك الأمس، أو حتى ذاك الغد الذي نعيشه هذا اليوم، والذي لا نعرف كيف وصل إلينا، وكيف وصلنا إليه؟ ليس هذا فحسب بل إننا لا ندرك ما الذي فعلناه قبل ان نصل إلى هنا أصلاً؛ لينتهي بنا الأمر وقد خرجنا بعلامات استفهام تكاد تبدأ ولا تنتهي، فنقع بسببها في حيرة من أمرنا، يُشعلها الخوف من تبدد فرصة تحقيق أي شيء مما كنا نطمح إليه ونأمل بلوغه؛ لنخوض من بعد ذلك حالة من الشرود تلتهم قدرتنا على التركيز، وهو ما سيسري وينطبق علينا ولبعض من الوقت إلا إن كنا من أعضاء حَمَلَة (من رحم ربي)، حيث إن أعضاء هذه الحملة هم من يدركون تماماً كيفية اغتنام كل لحظة بشكل سليم يُكللها بالفائدة، ويفعل الأمر ذاته معهم؛ ليقدموا أكثر، وينجزوا ما يتجاوز الضعف وبشكل دقيق وأكثر احترافية مما يمكن بأن يُقدم عليه غيرهم ويُقدمه. إن السرعة التي تجري بها الأيام ليست بسيطة، ولا يمكن التجاوز عنها؛ لأنها وحين تمضي تأخذ منا الكثير دون أن نشعر بذلك، وهو ما سيحرمنا فرصة التمتع بما قدمناه، وحق التباهي به، وهو حقنا المشروع الذي لا يقبل التفاوض بشأن خسارته؛ لأننا وبلاشك نستحق أن ندرك ما نملكه، وما يعبر عنا، حتى وإن جرت الأيام وبسرعة؛ كي تُبعدنا عن هذا الحق، وتمضي نحو غيرها من الأيام، التي لابد وأن نُحسن التخطيط لها وبشكل جيد يمنعنا من الوقوع بنفس المطب. حين تجر الساعات بعضها مازلت أذكر أني ومنذ أيام فقط كنت قد طرحت موضوعاً بصفحتي (الزاوية الثالثة)، وهو الموضوع الذي تشكل قوامه من الإجابات التي جاءت مُلبية هذا السؤال: (كيف تترك بصمة رمضانية مميزة هذا العام؟)، وهو السؤال الذي حفز مجموعة كبيرة من الناس، وحَملها على تقديم أروع الإجابات، التي تحولت فيما بعد إلى دليل رمضاني يمكن لأي مُطلع عليه أن يُلَون أيامَه بفضائل ستُحسب له، إن شاء الله، وهو ما جعلنا نتواجد وسط حلقة سهلت علينا تبادل المقسوم من الخبرات والأفكار فيما بيننا، وبما يُسعد الجميع، وهو ما تحقق وأمطرنا بسعادة لا تُوصف، لدرجة أننا ومن شدة سعادتنا بما حققناه لم نشعر بالساعات وهي تجر بعضها نحو الأيام؛ لنجد أننا قد بلغنا الثلث الأخير من رمضان، والحقيقة أن ما قد دفعني؛ كي أقف وقفة صادقة مع نفسي، وأحسبها ستكون مع الجميع إن شاء الله، وذلك؛ للسؤال عن الأيام الماضية، ومعرفة ما قد حققناه فيها. إن مُحاسبة النفس عن كل ما تقوم به يجعلنا ندرك الوقت تماماً دون أن نستهتر به، حتى وإن كثرت الالتزامات والمهام؛ لأنها وإن فعلت فهذا لا يعني أن تلك المُحاسبة مستحيلة، وإن بدت صعبة تفرض صعوبتها كل ما تتطلبه من قدرة عالية على التركيز ومن ثم التنسيق والتخطيط الجيد، فهذا الأخير هو ما يضمن لنا سلامة كل خطوة نُقدم عليها في حياتنا، ويأخذنا إلى ضرورة (محاسبة النفس) من جديد، ولكن بطريقة أسهل ستهون متى خططنا جيداً لكل ما نقوم به. وأخيراً.. إن بلوغنا هذه اللحظة يعني لنا الكثير، ولعل أول ما يتصدر القائمة هو أن لوجودنا هدفاً يستدعي منا التفكير فيه؛ للخروج بما سيُدخل على الروح سكينة لا يعرفها إلا من فاتته فرصة القيام بذلك، وهو ما يتطلب منك التالي: بادر بمحاسبة نفسك، وراجع كل خطواتك، وخطط لجديد ينفعك ومن حولك؛ كي تمتد رقعة العطاء؛ لتشعر بقيمة الوقت، وتدرك أن ما مضى منك لم يرحل دون أن يترك لك علامة تؤكد لك تفوقك وتميزك بكل ما سبق أن قدمته.