14 سبتمبر 2025
تسجيلهذه الأيام تجري عدة انتخابات في دول الشرق الأوسط منها الرئاسية كالتي جرت في تركيا او البرلمانية حاليا في الكويت، والملاحظ ان كل مرشح والبرنامج الانتخابي له الذي من خلاله يحاول جذب الأصوات الانتخابية للفوز بالترشيح أو الانتخاب، الملاحظ في بعض البرامج ترصد بعض الأمور الخيالية التي يزعم المرشح تحقيقها بمجرد انتخابه وبمجرد أن يفوز لا يكاد الناخب يجده عندما يحتاج له لحل بعض الأمور. السؤال الذي يدور ببالي: الخطأ يقع على من؟ هل على الناخب الذي أعطاه صوته وصدقه أم المرشح الذي وضع برنامجا خياليا لمجرد الفوز؟ برأيي ان الناخب قد وقع في خطأ كبير عندما رفع سقف التوقعات لهذا المرشح أو ذلك عاليا لدرجة أنه يستطيع تحقيق كل تلك الأمور التي تعتبر من المستحيلات. وقس على ذلك رفع سقف التوقعات في العمل ومع المسؤول والزملاء وتفاجأ وتستغرب من التنافس غير الشريف والعلاقات التي تبنى على مصلحة الفريق الأقوى الذي يمارس كل الحيل والخدع ليفوز، ان ذلك بلا شك أمر مرهق، ولكن كل ما في الأمر أنك توقعت في ظاهر الأمر بيئة عمل إيجابية والامر غير ذلك، ولكن الشيء الجيد أنك استفدت من هذا بخبرات جديدة تجعلك أقوى في العمل. أيضا هناك بعض مشاريع العمل تفشل بسبب التوقعات الكبيرة التي انقلبت لتصبح فشلا كبيرا وذريعا. عندما ترفع سقف توقعاتك مع نفسك ويكون لديك حافز كبير لتحقيق الأهداف المستقبلية ولا تستطيع ذلك فأنت حينها تستطيع استخدام الخطة التي تضبط اتزان التوقعات لديك وما يجب الوصول اليه بالإمكانات المتوفرة لديك. أيضا بين الزوجين هناك مسألة رفع سقف التوقعات لدرجة يصطدم أحدهما بتوقع الكثير من الطرف الآخر على سبيل المثال أن يكون مساندا وسندا في الحياة أو يكون بجانب الطرف الآخر ضد الجميع وهذا أحيانا قد يسبب الكثير من المشاكل بسبب عدم التأييد سلبا أو إيجابا والحل أن يقوم بتوضيح ما يريده ويتوقعه من الطرف الآخر حتى تسير الحياة الزوجية بانسجام وتآلف دائم. أضف لذلك في العلاقات بين الأصدقاء لا تتوقع الكمال في كل شيء اختصرها الشيخ محمد متولي الشعراوي "من ابتغي صديقا بلا عيب عاش وحيدا" فالعلاقات لا تسير ضمن خط مستقيم والأصدقاء أنواع وليس كلهم نوعا واحدا، فصديق العمل يختلف عن صديق المبادئ ويختلف عن الاخر الذي هو لوقت الترفيه والمرح، والحذر من الخلط بينهم، فتقع في فخ الصدمة منه، يقول الخليفة عمر بن الخطاب "لست بالخب ولا الخب يخدعني". الاتزان في السياسة مطلوب والتوسط في اتخاذ القرار والعلاقات في العمل وفي كل أمور الحياة مهم جدا لتعيش وفق واقع متوقع، وعندما قال جبريل "يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبِب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجْزِيٌّ به" ولذلك في رأيي مناعة نفسية في توضيح حقيقة الحياة وضبط سقف التوقعات. يجب خفض سقف التوقعات مع كل من حولنا حتى لا نصاب بالخيبة وفقدان الأمل، لكن كن بين بين رجاء الاحسن وخشية الأسوأ وذلك لتقليل الصدمات. والمرونة في إدارة التوقعات يجب تطبيقه دائما فنحن في هذه الدنيا في اختبارات وابتلاءات. التفاؤل والحافز الايجابي مهم، ولكن ليس طول الأمل لدرجة أن تتوقع الإيجابية في كل شؤون الحياة، ان ذلك قد يؤدي الى الإحباط الشديد. بالنهاية اضبط سقف توقعاتك مع كل من حولك، وتقبل توقع الخطأ لأن النضج الحقيقي هو الاتزان في التوقعات. كل هذا وبيني وبينكم