تجاوز التحديات بالتكاتف والتضامن

تجاوزت دولة قطر تحديات الحصار بثبات وعزم، ليس فقط لأنها تملك ثروة هامة من الموارد والاستثمارات، بل لأنها تملك ثروة بشرية أكثر أهمية فتكاتف وتعاضد القطريين والتفافهم حول القيادة الرشيدة كان أمرا منقطع النظير ومثيرا للإعجاب والتقدير من كافة المراقبين الدوليين، حيث تحلت الدوحة بزخم وطني ورفع أبناؤها ومقيموها شعارات الولاء والفخر بالانتماء إلى وطن المجد، وشكلت وحدة الصف العامل الحاسم في التصدي للحصار والمضي قدما في مسيرة النمو والازدهار في كافة المجالات. فلم يكن الحصار عقبة أو عائقا أمام الطموحات والمخططات القطرية بل تحول إلى دافع لتحقيق النتائج المنشودة خلال ظرف وجيز وكان حب الوطن والإخلاص للقيادة أهم أسباب النجاح والتميز الذي حققته الدوحة في المجال الاقتصادي والثقافي والرياضي. أصبح الحصار ذكرى لانتصار شعب على مؤامرة ولحظة فارقة في تاريخ دولة قطر. ونحن اليوم لا نحتاج لأدلة وقرائن على الصمود والنجاح لأنها كثيرة وأصبح من العسير تعدادها وهو أمر واقع لا نقاش فيه، ليبقى الأمر الوحيد الذي يزعج قطر هو الجانب الإنساني لجهة تشتيت الأسر المشتركة ونشر خطاب الكراهية بين أبناء منطقة الخليج، وحرمان القطريين من زيارة الأماكن المقدسة وممارسة الشعائر الدينية. وفي هذا الجانب أيضا تسعى دولة قطر إلى الدفاع بالسبل القانونية عن حقوق مواطنيها من خلال التوجه إلى المحافل الدولية لوقف الانتهاكات للحقوق الأساسية ودرء المظالم والتمييز .. الأيام القادمة ستكون شاهدة على نجاح الدوحة في إعادة حقوق أبنائها بقوة القانون.