21 سبتمبر 2025
تسجيلبعد مرور عام على حصار قطر وبحسابات المكسب والخسارة، يتأكد أن قطر خرجت مرفوعة الهامة، فلا هي استسلمت لضغوط ومحاولات ابتزاز المحاصرين ؛ ولا انحنت لعاصفتهم التي ظنوا بانها ستكسرها، فعلى العكس نجحت قطر في توفير بدائل للسوق المحلى فوفرت احتياجات مواطنيها والمقيمين من السلع وعززت في مجملها من الاقتصاد القطرى؛ فلم يشعر سكان قطر يوما بالحصار بعد نجاحها في تحقيق أمنها غذائيا الذي ابهر المراقبين. أما سياسيا فقد كسبت قطر تعاطف العالم بعد ان أدارت الأزمة بعقلانية ووضوح بعيداً عن التشنجات الدبلوماسية، فدحضت اتهامات المحاصرين لها وكشفت مؤامراتهم أمام الرأى العام العربى والدولى. وبالمقابل ارتدت سهام الأزمة على المحاصرين انفسهم، ففضلا عن افتضاحهم امام المجتمع الدولى بعد عجزهم عن تقديم ادلة اتهاماتهم للدوحة ؛ وتعرضت العديد من قطاعاتها التجارية والاقتصادية إلى خسائر فادحة، ونظرة في ارقام ومعدلات التجارة والمصارف والعقارات خير برهان على ذلك، فوفقا لبرنامج "البورصة" على قناة الجزيرة مباشر كشفت الأرقام خسارة دول الحصار لنحو 5 مليارات دولار. وجاءت الإمارات في الصدارة إذ فقدت موانئ جبل علي إيرادات كبيرة، كانت تحصل عليها من الشركات العالمية التي تعبر إلى قطر التى جذبت عبر ميناء حمد البحري جزءا من التجارة التي كانت تتوجه لدبي. وشملت الخسائر القطاع المصرفي، فوفقا لوكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية نقلت بنوك عالمية في دبي جزءاً من خدماتها إلى لندن ونيويورك. أما خسائر السعودية فترجمها تعثر شركاتها وتراجع ارباحها بعد فقدها للسوق القطري كشركة المراعي مثلا التي كانت تصدر كميات كبيرة من منتجاتها إلى السوق القطري. كما تكبدت الشركات السعودية خسائر فادحة لحرمانها من المشاركة في قطاع البناء والمقاولات في قطر ضمن الاستعدادات لكأس العالم 2022. أما مصر فقد فقدت صادراتها الزراعية أحد أهم أسواقها. كما خسرت شركات طيرانها رحلاتها المباشرة من وإلى الدوحة لنقل نحو 300 ألف مصري يعملون في قطر. فهل يعى المحاصرون تداعيات تلك الخسائر عليهم وعلى شعوبهم ويكفون عن الترويج لانتصارات وهمية.؟