29 أكتوبر 2025
تسجيلتحارب قطر اليوم لأجل مواقف ومبادئ وقيم متأصلة، وتتحمل في سبيل ذلك الكثير من حملات التشويه والهجوم من قبل أصحاب الاجندات والمصالح الضيقة والخصوم في الداخل والأعداء في الخارج على حد سواء. كان غريبا فعلا وصادما ومباغتا قرار بعض الدول الخليجية "السعودية والإمارات والبحرين" في قطع العلاقات مع قطر، والتي جاءت متوافقة مع ذكرى "الهزيمة" النكسة العربية في الخامس من يونيو 1976. الأغرب منها التصريحات الاسرائيلية التي تماهت مع هذه الفاجعة حين أشار وزير الخارجية في حكومة تل ابيب بانها خطوة للتقارب مع الخليج، وزاد عليه السفير الاسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة الذي ذكر أن خطا جديدا يرسم في رمل الشرق الأوسط، فإسرائيل لم تعد العدو في المنطقة بل قطر ومواقفها! الهجوم والحملة الممنهجة والمغرضة التي شنت على قطر بعد زيارة الرئيس الأمريكي لقمة الرياض والإجراءات التصعيدية ضدها تهدف الى فرض الوصاية السياسية على الدوحة وعلى قراراتها الوطنية وسياساتها الخارجية، وهي وصلت إلى حد قطع العلاقات وإغلاق الحدود والمنافذ البرية والبحرية والجوية معها، ومنع المواطنين الخليجيين من التوجه إليها، وإرغامهم على مقاطعة اهلهم وذويهم واقاربهم في الدوحة أو زيارتهم في العواصم الخليجية التي اتخذت قرار القطيعة! لكن هل فعلا يعتقدون أنهم سيصلون إلى أهدافهم بهذه الطريقة الرخيصة والمخالفة لأبسط الاعراف الدولية، ناهيك عن الروابط الاخوية الخليجية والعربية والاسلامية والانسانية؟!في الجانب الآخر وكما عودتنا بمواقفها وتحركاتها الدبلوماسية تلعب الكويت بقيادة أمير الانسانية الشيخ صباح الأحمد، دور مقدرا وجهودا كبيرة ومتميزة في احتواء هذه الأزمة التي تعصف باللحمة الخليجية وتهدد استقرارها وأمنها واستمرارية منظومتها التي صمدت إلى أكثر من ربع قرن ونيف. ونثمن الموقف المشرف أيضا من الصحف ووسائل الإعلام الكويتية ووكالة الأنباء الرسمية (كونا) في عدم الانجرار في هذه الحرب الإعلامية وعدم المساس بقطر وأميرها وشعبها. كما نشيد بالجهود الدبلوماسية لسلطنة عمان ووسائل الاعلام العمانية وموقفها الذي دعت فيه الى رفضت حملات التشويه والتحريض ودعت الى الحوار الاخوي ونبذ الخلاف.من الدروس التي تعلمناها وبانت في هذه الأزمة مدى ما يتمتع به العديد من مواطني دول الخليج من وعي عال وفهم عميق لما يدور ويجرى في الخفاء والعلن، وهو ما ظهر في وسائل التواصل الاجتماعي بالتحديد، وللمرة الأولى نرى كيف أن الحكومات هي التي تقوم بالتصعيد والشعوب هي التي تطالب بالتهدئة.