16 سبتمبر 2025
تسجيلما يجمعنا كبشر يحتاج إلى توافق يغلب عليه الاتفاق الذي يعني دوامه استمرار دوران عجلة الحياة دون أن تواجه ما يمكن بأن يوقفها تلك العجلة، التي وإن فعلت وتوقفت بالفعل يوماً (ما) فستذهب بالمؤشر نحو حقيقة واحدة وهي ظهور عقبة كبيرة ستتسبب بخلاف كبير لا يقوم عادة دون مُسبب يستند إلى ظهره؛ كي يظهر بين أفراد الجماعة، ممن يحتاجون إلى عقليات مُتفتحة تساعدهم على تجاوز المشكلة وبوعي تام سيسهم بتخفيف حجم الخسائر التي ستكون إن لم تكن الحكمة أثناء المعالجة، التي تتطلب التمتع بدرجة عالية من المسؤولية الواجب مزجها مع تلك الحكمة؛ لأن تنحي المسؤولية بعيداً؛ سيجعل الأمور تتشابك ببعضها البعض حتى تتفاقم أكثر وأكثر؛ لتتسع رقعة الخلاف وتمتد إلى أطراف أخرى لربما لا يعنيها الأمر وبشكل مباشر، ولكنها ستجد بأنها قد صارت في قلب أحداث شرسة ستتسبب لها بشيء من الضرر لن يُعرف حجمه منذ البداية، ولكنه سيكون وفي نهاية الأمر، فهل يُعقل بأن نتوجه إلى هناك إن كنا ندرك حقيقة الأمر وندرك حجم المسؤولية التي نتمتع بها دون أن نُسخرها؛ لتجنب نهايات وخيمة يمكن أن نصل إليها؟إن نشوب الخلافات أمر وارد في الحياة، ويمكن أن نتأقلم معه جيداً، فالطبيعة التي تربطنا ببعضنا البعض تفرض علينا نشوب الخلافات بين الفينة والاخرى بفضل الاختلافات التي تميز كل واحد منا عن الآخر، وينجم عن تباينها الكثير من الآثار التي لن نخوضها (هنا) فما يهمنا هو موضوع (الخلافات)، التي نجد بيننا من يعتقد بأنها حاجة صحية، فعلى حسب ما يرى فإن الخلافات (الملح) الذي سيُغير طعم الحياة التي تغلب عليها الرتابة، وهو ما يمكن إدراكه إن كان الحديث على الصعيد (الاجتماعي) الذي يجمعنا وسط عائلة واحدة قد نختلف فيها فيما يتعلق بالصفات، ولكننا نتفق على القالب الذي يجمعنا فيه، وتكون فيه اللحظات المُشتركة واسعة وفضفاضة بخيرها وشرها، كما هو الحال مع الخلافات التي وإن بدأت صغيرة إلا أنها سرعان ما ستكبر وتمتد إن وقعت بين أي طرف من أطرافها؛ بسببه ذاك القالب، الذي يحصر الخلافات ضمن دائرة واحدة، الضرر فيها سيكون أكبر من أي ضرر يمكن أن يلحق بأي طرف إن كان خارجها تلك الدائرة. قد نعتقد بأن الاتفاق كل الوقت يجعل قوام الحياة مثالياً لا عيب فيه، ولكن الحقيقة ليست كذلك؛ لأن الاختلاف الذي قد يُوَلِد خلافا فيما بعد يكشف لنا شخصيات من حولنا، ويُعبر عنها بشكل يجعلنا ندرك من يفعل ماذا؟ والقصد من الاختلاف هو تباين الآراء دون بلوغ مرحلة الخلافات التي وإن نشبت ولم نتمكن من السيطرة عليها؛ لتسببت بدمار سيقع على الجميع إلا من رحم ربي.أيها الأحبة: كنت قد ذكرت في غرة هذا المقال بأن حديثنا اليوم عن (الخلافات العائلية) التي تنشب وبشكل خاص، يقع ضرره على كل من يتوسط ذاك المحيط، ولكن وللأسف لا يقع الضرر بمقاس واحد على الجميع، فهناك من يحمل؛ ليتحمل أكثر من غيره، ويعاني دون أن يكون السبب الأساسي الذي قامت على ظهره تلك الخلافات، كأن نجد وفي بعض الحالات أن الخلاف يقع؛ بسبب الزوج وتدفع الزوجة والأبناء الثمن، أو أن تُذنب الزوجة ويدفع الزوج والأبناء الثمن، أو أن يقع الخلاف بين الزوج والزوجة؛ ليُسدد الأبناء فاتورة تلك الخلافات وهو الوضع الأكثر خطورة؛ لأن ذلك يعني تبعثر حياتهم وهم في أول جزء منها، وبعظام هشة وشخصيات غير ناضجة بما فيه الكفاية؛ كي يواجهوا ما يقف من أمامهم وبشكل سليم لن يؤثر عليهم سلباً وعلى قدرتهم على متابعة ما عليهم في حياتهم، والحق أن حدوث ذلك سيؤثر عليهم حينها، ولكنه ما سيؤثر على المجتمع بمجرد توجههم إليه كأفراد سيتولى كل واحد منهم مهمة (ما) لابد وأن يباشرها بشخصية واعية غير مشوهة يمكن أن تؤثر سلباً على إنتاجها وكل ما تقدمه للمجتمع، وبكلمات أخرى سيتأثر العطاء بشكل خاص وعام وإن كان ذلك على المدى البعيد، الذي يتجاهله البعض ويحسب بأن تأثره لا يهم رغم أنه يهم فعلاً، وكل ما يحتاجه الموضوع هو أن نُسلط الضوء عليه، ونفكر فيه وبشكل جدي يساعدنا على تقليص حجم الأذى والضرر الذي ومن الممكن بأن يقع، ما لم نُوجه وننصح، ونُذكر أن ضرر الخلافات وإن وقع على ظهر ضحايا لا ذنب لهم بالأمر فسيؤثر عليهم وبشكل سلبي قد يظهر أثره في حينه، وقد يتطلب وقتاً إضافياً مهما تأخر إلا أنه سيكون يوماً (ما)، والحق أننا لا نريده بأن يكون حينها؛ لذا وجب علينا التذكير ومن خلال صفحة الزاوية الثالثة، من خلال تقديم كل ما قد حصدناه من مشاركات مثرية تقدمتم بها فكانت لكم.من همسات الزاوية الثالثةالخلافات طبيعية في حياتنا، ولكن غير الطبيعي أن تتكرر دون أن نبحث عن أصل المشكلة؛ كي نعالجها وننعم بحياة طبيعية لا يقع فيها أي ضرر، ولا يُسدد فيها أي واحد منا فاتورة أخطاء لم يرتكبها أبداً. وأخيراً: قد لا تكون إثارة المشاكل ووقوع الخلافات خياراتك التي تُقدم عليها، ولكن تخفيف وقعها والحد منها هو كل ما يمكن أن تُقدم عليه؛ لذا فكر ملياً بكل ما تقوم به، وتذكر بأن فاتورة أعمالك لا ولن يُسددها سواك؛ لأنك وإن فعلت فستنعم بحياة طيبة بإذن الله.