الكرة في ملعب إسرائيل

ردود الأفعال الإسرائيلية على إعلان حركة حماس إبلاغها للوساطة المشتركة التي تضم دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، بموافقتها على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن المحتجزين في غزة، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، تكشف عن ارتباك موقف حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، وعدم وجود رغبة ونوايا صادقة للتوصل إلى اتفاق من شأنه وقف حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني. لقد وضعت حركة حماس الكرة في ملعب الجانب الإسرائيلي بعد إعلانها، في بيان مساء أمس، أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومع مدير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، وهو مقترح من ثلاث مراحل، كل منها يستمر 42 يوما، ويتضمن في نهايته انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة والسماح بحرية عودة النازحين، مع صفقة جادة لتبادل الرهائن والأسرى. ويبدو الآن، أن حكومة الاحتلال، تحاول المناورة، بعد محاصرتها سياسيا من جانب حماس، وذلك من خلال تصريحات نتنياهو التي أعلن فيها المضي قدما في شن عملية عسكرية في مدينة رفح، وفي الوقت نفسه إرسال وفدها التفاوضي إلى الوسطاء لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط مقبولة لإسرائيل، وهو سيناريو يتطلب من المجتمع الدولي التعامل معه بحزم لقطع الطريق أمام مساعي نتنياهو وحكومته المتطرفة التهرب من استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار وما يليه من خطط لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين. إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مطالبون بالتحرك فورا للضغط على إسرائيل ومحاولاتها للالتفاف على الاتفاق، وإلزامها بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والتمهيد فورا لمرحلة ما بعد حرب غزة بالدخول في عملية سياسية، تنهي الاحتلال وتحقق سلاما عادلا وشاملا وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية والقرارات الدولية.