12 ديسمبر 2025
تسجيليعيش كثير من الناس في خير ومستوى مادي مرتفع، ويتمتع بنِعم الله عليه ويلبس ويسافر ويقتني أغلى الملابس والمجوهرات والسيارات ويسكن في بيوت كبيرة وربما قصور ولكنه لا يتباهى بتلك المقتنيات ولا يستعرضها أمام الناس كحديثي النعمة، فالملاحظ بعد طفرة شبكات التواصل الاجتماعي بدأت هذه الظاهرة بالانتشار بشكل مُستفز ومُقزز أيضاً فكثير من النشطاء على تلك الشبكات وخاصة أولئك الذين كانت ظروفهم المادية عادية وفجأة وخلال فترة بسيطة أصبحوا في عِداد الأغنياء واقتنوا السيارات الفارهة والمجوهرات الغالية ولبسوا من أعرق بيوت الأزياء، وانطبق عليهم المثل العربي ( كان في جرَّة وطلع لبرَّا ) وهو تعبير عن تغيير الحال في فترة وجيزة، وحق مشروع للكل أن يجتهد وأن يُحسّن من وضعه المادي وأن يعيش حياة افضل يطمح لها، خاصة وأننا في نعيش في سوق مفتوح الآن ويمكن لكل مجتهد أن يجد الطريقة الأمثل لتعديل أوضاعه وزيادة دخله وتحصيل الأرباح والعيش برفاهية طالما توفرت المادة. ولكن، ما نراه هذه الايام من بعض الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي مسيء جداً للشخص أولاً ولمن حوله كما أنه يخلق مشاكل اجتماعية ونفسية ربما عند البعض ممن يعيشون حياة متواضعة ومازالوا في بداية طريقهم أو مازالوا تحت وصاية عائلاتهم فقد يلجأ ضعاف النفس إلى طرق غير سوية وغير أخلاقية للحصول على أموال من أجل اقتناء سيارة أو شراء ساعة أو شنطة من ماركة معينة وبهذا يخسر الإنسان نفسه من اجل الماديات والتقليد لتلك الشخصيات المؤثرة ولكن تأثيرها سلبي للأسف، قد يقول قائل إن بعض نشطاء التواصل الاجتماعي يقدمون إعلانات مدفوعة لشركات معينة للترويج عن منتجاتهم وهذا حق مشروع أيضاً ولكن الوعي الذي يجب أن يتمتع به المتلقي والمتابع بأن هذه المنتجات مُدفوعة من قبل الشركة للناشط ولهذا هو يعلن عنها وأنه لم يشتريها بماله في حين أن المتلقي إذا ما عجبته تلك المنتجات سيشتريها بماله وكلما زادت قيمة المنتجات المعلن عنها كلما دفع المتابع المستهلك أكثر! ويأتي هنا دور الأهل في توعية أبنائهم من هذه النقطة وشرح تفاصيل هذه الاعلانات التي يقدمها النشطاء في التواصل الاجتماعي واختيار المناسب للاقتناء من تلك الإعلانات بما يتماشى مع الوضع المادي للأسرة وللشخص نفسه، والأهم التركيز على موضوع القناعة والاكتفاء فليس كل ما نراه يجب أن نقتنيه وان كان وضعنا المادي يسمح فنهى الإسلام عن التبذير بقوله تعالى ( إنَّ المُبذرينَ كانوا إخوانَ الشياطين وكان الشيطانُ لربهِ كفوراً) سورة الاسراء، كما نهى الله تعالى عن التباهي والتفاخر فقيمة الإنسان الحقيقية بعمله الصالح وبإسهاماته في الحياة وليس بما يملك من متاع الحياة الدنيا، وللأسف أن البعض يستعرض مقتنياته وأسعارها العالية بتباهٍ متناسياً فئات المجتمع التي تتابعه وربما يتابعه فقراء يتحسرون على حياتهم فقد لا يجدون قوت يومهم في حين أن ذلك المستعرض لقيمة حقيبة يد قد ترمم بيت أحدهم أو تشفي أحد أفراد العائلة من المرض أو غيره! كما أن التباهي بالاموال بهذه الطريقة المبتذلة والإعلان عن أسعار المقتنيات - دون أن تكون إعلانا - يفتح باب الحسد الذي قد يصيب الناشط الاجتماعي وقد يدخله في دائرة الأمراض أو أمور متعسرة في الحياة بسبب الحسد فلماذا يفتح البعض ابواب الشر على نفسه ويضع نفسه في موقع يسيء له باعتباره حديث نعمة وهذا تفسير استعراض مقتنياته وملابسه وغيره بطريقة واضحة واستفزازية للآخرين! •الإنسان الواثق من نفسه والصادق في عمله والذي تربى على الخير والعّز لا يتباهى بأمواله وبالكماليات التي يقتنيها بل يجعل أخلاقه وعلمه ومعاملته الطيبة تتحدث عنه لا سيارته أو ساعته أو حقيبة يده! • عرض صور الحقائب والمجوهرات والملابس الماركات تدل على أنك حديث نعمة ( ومو شايف خير) واسلوب يخلق مشاكل نفسية واجتماعية لدى ميسوري الحال خاصة المراهقين الذين يعتقدون أن الحياة قائمة على الشكليات والماركات! •أن تكون مؤثراً ولك تواجد على شبكات التواصل الاجتماعي تحملك مسؤولية كبيرة في صناعة المحتوى وكيفية ترك أثر طيب عنك وعن أسلوبك في الحياة وكيفية تقديم نموذج سوي عن شخصيتك الحقيقية سيحدد سمعتك وأخلاقك ومبادئك!