22 سبتمبر 2025
تسجيلفلسطين ليست قضية حدود وإنما قضية وجود ومقدسات، حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، اما قول مجلس الوزراء السعودي بأن المملكة كانت ولا تزال تعتبرها القضية المركزية للعرب والمسلمين، فهو قول بمثابة ذر الرماد في العيون، لأن الاقوال تناقض الافعال، فمنذ تأسيس السعودية ووعد بلفور 1917 والى اعتراف ترامب 2017 بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل، لم تكن مواقفها لصالح الشعب الفلسطيني، حيث تبنت الرياض الرؤية الاسرائيلية، للحد الذي دفع سفير تل أبيب في القاهرة الى توجيه الشكر الى ولي العهد السعودي على دعمه. الرؤية الاسرائيلية تعني الاعتراف بيهودية الدولة، وتكريس الاحتلال وينكر حق الشعب الفلسطيني في الوجود على ارضه. فمنذ 1932 والى اليوم تكشف الوثائق زيف المواقف، والتنكر للحقوق الفلسطينية المشروعة، ففي حديث لمجلة "أتلانتك" 2018 قال محمد بن سلمان إن الإسرائيليين لهم "حق" في أن يكون لهم وطن والعيش في سلام. تطبيع الرياض مع تل أبيب، يعني التنكر لحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، والتخلي عن المبادرة العربية 2002، ومن المواقف الغريبة اعتراض رئيس مجلس الشورى السعودي، العام الماضي على توصية امام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ترفض كافة اشكال التقارب والتطبيع، فما الذي تبقى، وهل هناك ما يحفظ ماء الوجه ازاء مثل هذه المواقف الشاذة والتي لا يقبلها انسان حر؟. في المحصلة يبقى القول الفصل بأن آخر احتلال في العالم مصيره الزوال وهذا ما لم يدركه المطبعون.