28 أكتوبر 2025
تسجيلكيف يفكر الجانب الغربي عندما يدور الحديث حول السياسية والاقتصاد في دول الخليج؟ علينا أن نمعن النظر في ما تتناوله مراكز الدراسات والبحوث، خصوصاً المحسوبة على التيارات السياسية ذات المصالح النفعية الخاصة؟! تداعى إلى ذهني تقرير نشرته مؤسسة "هيريتدج فاونديشن" قبل مدة، وهي تعبر عن أفكار وأيديولوجية تيار المحافظين الجدد، التقرير عبارة عن سيناريو يتناول أزمة مستقبلية حول حتمية تعطل تصدير النفط من دول الخليج، وتقدمت بوضع الخطط لما بعد انهيار إنتاج النفط أو توقفه بشكل كارثي، نتيجة أسباب سياسية أو اجتماعية مفاجئة ومباغتة، واستندت "هيريتدج" إلى تجارب محاكاة سابقة، كانت قد أجرتها في 2006 و2008 و2010 لتقويم الأثر الاستراتيجي والاقتصادي على إمدادات النفط في حال تعرّض إيران لضربة عسكرية. لكن هذه المرة درست حالة إصابة إنتاج النفط الخليجي في العمق، مما قد يسبّب توقف إنتاج النفط بالكامل لمدة عام، وانخفاض الإنتاج بنحو 8.4 ملايين برميل يومياً، يليه عامان من التعافي، واقترحت على الإدارة الأمريكية بعض إجراءات الطوارئ، في حال وقوع ما لا يمكن تصوّره، مشيرة إلى أن روسيا وإيران ستسعيان لاستغلال الأزمة وإحكام نفوذهما على العالم، فيما يتضاءل النفوذ الأمريكي، وخصوصاً في الشرق الأوسط.وبحسب تقرير المؤسسة اليمينية الأمريكية، سيكون لهذا السناريو تبعات اقتصادية على الولايات المتحدة، إذ يُتوقع أن ترتفع أسعار الوقود إلى أكثر من 6.5 دولارات للغالون الواحد، فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط من 100 إلى أكثر من 220 دولاراً للبرميل. وبعد عرض ما سيتعيّن على الحلفاء والخصوم القيام به لمواجهة تداعيات مثل هذا السيناريو، يقترح الباحثون، إذا قررت واشنطن أنّ التدخل العسكري حتمي لحماية مصالحها، ودعم السلطات المدنية، وشن عمليات لمكافحة الإرهاب، وضمان بقاء مضيق هرمز مفتوحاً، وردع إيران عن سد الفراغ في السلطة، وضمان عدم استيلاء نظام إسلامي راديكالي معادٍ على البنى التحتية النفطية في الخليج. ومن بين إجراءات الطوارئ، يقترح التقرير على واشنطن، إطلاق بعض الاحتياطات النفطية الاستراتيجية بالتنسيق مع الدول الأخرى، إضافة إلى استغلال موارد شركة أمريكا الشمالية للطاقة، وترشيد الاستهلاك المحلي للطاقة للحدّ من تبعات الأزمة، وتسهيل عملية التعافي. السؤال الذي يستعصي على الفهم، أن السيناريوهات والدراسات والتحليلات المقابلة في الجانب العربي والخليجي، لا يوجد لها أثر يذكر؟!