13 سبتمبر 2025
تسجيلمُجَلَّلة بالحزن، تنتصب القلعة العرباوية، وتحتضنها قلوب محبيها التي أدماها ومَزَّقها توالي الانكسارات وغياب النصر عنها. كأنَّ العرباويين أدمنوا الأسى والإحباط، وفقدوا الأمل في علاجٍ يشفيهم. ومن أين لهم به وهو علاجٌ أدويته الإرادة والعزيمة والقدرة على التخطيط السليم، وجميعها غائبٌ وطواه درب الانحدار الذي شهدته طوال ستة عشر عاماً. ولمن يتجهون بشكواهم وقد تحدثوا طويلاً عن مطالبهم وأمالهم، ولم يجدوا أذاناً مصغية، ولم يروا تغييراً يبنون عليه الأمل في عودة قلعتهم إلى مجدها الذي صار تاريخاً يتحدثون عنه بألمٍ وحسرة. ما المشكلة التي تمنع القلعة العرباوية من العودة للصدارة وصُنْـعِ الحَـدَثِ الرياضي أو المشاركة في صنعه؟. إنها ليست مشكلة وإنما مشكلات عديدة تتعلق بالتخطيط السئ في اختيار اللاعبين والمدربين، وعدم الدعم الكافي للمدرب من خلال تجديد الدماء بمحترفين مؤهلين ذوي كفاءة وفي سنٍّ مناسبة تجعلهم يستطيعون تقديم شئ للفريق ويكون الاحتكاك بهم مفيداً للاعب المواطن. و أمر آخر لا ندري كيف نقوله لأنه يؤذينا بشدة، هو تلك التحزبات داخل النادي لصالح فلان أو فلان، والتي يقولها الجميع سراً وعلانيةً، ولكنها لا تجد مَنْ يتحدث عنها بوضوح. هل من ردٍّ لدى إدارة النادي على هذا، أم أنها ستكتفي برد التساؤل بهجوم كاسح على أصحابه لتضيع الأمور في الجدل والصراخ. ومما يُذيبُ القلبَ كمداً، أنَّ الإدارة لم تستطع إيجاد ممول يدعم لعبة كرة القدم بالنادي. ولكننا لا نستغرب ذلك لأنَّ الممول يريد أن يرتبط اسمه بالنجاح والفاعلية والانتصارات، فهل نجد ممولاً يقبل ارتباط اسمه بمسلسل التراجع والانحدار والانكسارات؟. لك الله أيتها القلعة الحمراء، فبعد أن كنتِ تضعين شروطاً لمن يتشرف بارتباط اسمه بكِ كممول للعبة الجماهيرية الأولى، صرتِ تنظرين بخجل إلى الآخرين وتعلمين أنهم لا يريدون ذلك. إنَّ القلوب تغص بأحزانها وتضمك في حناياها ويتمنى محبوك وعاشقوك لو انتقلت أحزانها إلى قلوب المسؤولين عنك عَـمَّا وصلتِ إليه، علَّ ذلك يثمر تغييراً شاملاً يعيدك إلى الصدارة. لم أتطرق إلى التحليل الفني للمباراة أمام أم صلال، لأنَّ المشكلة ليست فنيةً ولا تتعلق بالمدرب، وإنما هي داخل أسوار القلعة الحمراء التي بدأت تتصدع، وآنَ الأوان لدعمها وتجديد ما تهاوى منها.