11 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ زمن لم ينعم العالم الإسلامي والعربي بالاستقرار!! فمن حرب إلى حرب ومن غزو إلى غزو ومن كذبة إلى كذبة وجدت من يصدقها من المغفلين، وكل هذا لابتزاز خيرات هذا العالم الثالث لكي يبقى أبد الآبدين يرضخ تحت رحمة التخلف ويستورد كل شيء؟؟!! وكلما تقدم خطوات إلى الأمام تأتي الحروب وتعيده إلى الخلف عشرات الخطوات.. وهذه الحروب فشلت جميعها ولم تُخلف إلا الخراب والدمار ومزيداً من الفُرقة، ولكنها كلفتهم بشرياً واقتصادياً وبيئياً وكانت بمبررات كثيرة وأكثرها كذباً ومعروفة للجميع.. وأتت الثورات العربية وزادت الطين بِلَّة ففاتورة إزالة عُتاة الطغاة من الذين لم يشهد لهم التاريخ من مثيل باهظة.. فوجودهم مشكلة ورحيلهم مشكلة كبيرة جداً والفاتورة حسابها لم يُقفل بعد سوف يبقى مفتوحاً ربما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. فهي كوكتيل فيه لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على بال أحد، من ظلم وفساد عبارة عن خيوط عنكبوتيه في كل مكان.. وكل طاغية أعتى وأشد من سابقه، ويذيق شعبه كل صنوف وألوان العذاب حتى الوحوش عندما تشبع تكف عن القتل!!! كذلك مَكّنت القوى الكبرى بعض الدول الإقليمية وقوّت شوكتها التي بين فترة وأُخرى تدسها في خاصرة دول الخليج العربي وخاصةً بعد إزاحة ورحيل صدام حسين وهو الخطأ الكبير الذي ارتكبه المستعمر؟؟ فالجمهورية الإسلامية الإيرانية في حقيقة الأمر منذ تولي الرئيس الإيراني نجاد وعلاقاتها مع العالم العربي في تدهور مستمر، وآخرها زيارته التي تفتقر لأدنى مقومات الذكاء السياسي فهذه الزيارة غير الموفقة للجزر المتنازع عليها مع الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.. فتزامنت هذه الزيارة في وقت غير مناسب نظراً للأوضاع التي يمر بها العالم العربي، وخاصة في سوريا وتصرفات إيران وتدخلاتها في شؤون بعض دول الخليج.. بينها وبين بعض أطياف مجتمعها.. كما أن إيران تعلم بأن الجزر الإماراتية المحتلة هي حجر عثرة في العلاقات التي من المفروض أن تكون علاقات متميزة نظراً للجوار والعلاقات الضاربة في عمق التاريخ، وخاصة مع الإمارات التي تريد حلاً عادلاً لهذا الموضوع المزمن بعيداً عن التهديدات غير المجدية للاستهلاك الإعلامي، فالكل يعرف قدرات الآخر بشرياً وعسكرياً.. كما أن إيران لابد ألا يأخذها الغرور بعيداً بهذه القوة، فهناك قوى عظمى لا طاقة لإيران بها ولديها أسلحة متطورة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة وتطلق عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية، ولديها سلاح جوي ضخم لا تستطيع إيران أن تُجاريه بطائراتها القديمة التي تفتقر لقطع الغيار.. كما أن نشر إيران قوات وصواريخ في الجزر المحتلة لا يخدم العلاقات بينها وبين دول الخليج، التي من المفروض أن تحرص إيران كل الحرص عليها نظراً لمشاكلها مع الدول الكبرى وعزلتها بخصوص طموحها النووي في امتلاك سلاح نووي، أُسوةً ببعض الدول مثل باكستان والهند وبالأخص إسرائيل بعيداً عن العزف على وتر السلمية، وهذا ما نسمعه دائماً وهو قد يكون طموحا مشروعا بدأت به الدول الكبرى وتريد أن يكون حكراً عليها نظراً لصعوبة السيطرة على هذه المنشآت في حالة وقوع الكوارث، ونحن نعلم ذلك حتى اليابان هذا العملاق الاقتصادي المتقدم علمياً بمراحل على هذه الدول، "تَقزم" ووقف عاجزاً عندما تأثرت منشآتها في التسونامي الأخير؟؟. كما أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين بخصوص جزر الإمارات المحتلة غير مسؤولة بأنها لن تتفاوض مع أحد بشأنها، وهذا لا يخدم أحداً فالحل الأمثل عن طريق التحكيم الدولي الذي يعيد الحق إلى أصحابه، ولا نفكر أبدا بالحل العسكري فهو الحل العقيم.. كما على دول الخليج التي لها مشاكل مع إيران ألا تُلقي بظلالها على دول أخرى لها علاقات طيبة مع إيران، ولا تريد أن تتورط.. فمن ينفعها عندما تضرب منشآتها الحيوية؟ والكل يعلم مدى قربها من إيران ولن تجد إيران أسهل وسيلة إلا ضربها؟؟ فهل يقوم الإيرانيون بمبادرة شجاعة تحيل موضوع الجزر المحتلة للتحكيم الدولي أم تبقى الشرارة تتطاير من هنا وهناك، حتى تشعل ناراً يكون من الصعوبة بمكان إطفاؤها أم نرى وساطة قطرية ـ تعودنا عليها دائماً ـ وتسكب الماء على النار؟؟ وشئنا أم أبينا فالجغرافيا تقول لابد أن تكون هناك علاقات مبنية على الاحترام بيننا وبين إيران، وألا يقوم أي طرف بفعل يقول عكس ذلك، وهو ما قام به السيد نجاد.