14 سبتمبر 2025

تسجيل

التحول الرقمي

07 أبريل 2024

يُعرف التحول الرقمي بالعملية التي تطبقها المؤسسات لدمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الأعمال، وتُغير هذه العملية بشكل أساسي الطريقة التي تقدم بها المؤسسات القيمة للعملاء، وذلك لتقديم تقنيات رقمية مبتكرة لإجراء تحولات ثقافية وتشغيلية تتوافق بشكل أفضل مع متطلبات العملاء المتغيرة، وبعد تجربة جائحة كوفيد -19 أصبح العالم في حاجة ماسة للتحول الرقمي في تعاملاته لتتم تنفيذ الإجراءات والمهارات والتقنيات الجديدة للحفاظ على القدرة على المنافسة في عالم التكنولوجيا دائم التغيير. ونلاحظ مؤخراً أن أغلب التعاملات تحولت رقمية، وهيمنت التكنولوجيا على حياتنا، ففي المدرسة أصبحت الواجبات المدرسية إلكترونية، والتعاملات المالية كذلك واستغنى كثير منا عن حمل العملات الورقية، التسوق اصبح إلكترونيا، وحتى التهاني الاجتماعية تحولت لإلكترونية والهدايا من متاجر إلكترونية، وبالتأكيد أن الكتب تأثرت ودخلت العالم الرقمي، وكثير من الكتب تم تحميلها على الانترنت، وبعض المؤلفين استغنوا عن طباعة الكتاب واكتفوا بنسخة إلكترونية منه، ولكن ما مدى حفظ الحقوق الأدبية في كل ما يُنشر إلكترونياً سواء منتجات، كتب وأفكار، فعدم وجود قانون دقيق للجرائم الإلكترونية يسهل عملية النسخ واللصق في كل الأمور والمشاريع المعروضة في منصات التواصل الاجتماعي، ويصل ذلك حتى للمواضيع التي يطرحها المؤثرون في منصاتهم فنجد أن البعض يستوحي فكرة أحدهم ويطرحها بشكل آخر، كما أن البعض يقتبس كلمات وخواطر وقصائد غيرهم بدون الرجوع إليهم ولا حتى الإشارة إليهم، وبعض المواقع تستخدم بعض الصور للإعلانات على اعتبار أنها صور منشورة في الانترنت وبالتالي مُباح استخدامها، وكذلك الحال بالنسبة لمؤلفي الكتب فمتى ما تم تحميل الكتاب على الإنترنت لابد من تقبل فكرة تناقل الكتاب وتصوير صفحاته والاقتباس منه دون الإشارة للمؤلف، وهذا هو احد الفروق بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي، وينقسم القراء بين مؤيد للكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي، وقد حضرت نقاش حول هذا الموضوع في حفل تدشين دار نشر نبراس الأسبوع الماضي، وهي دار نشر حديثة لها أهداف معرفية وثقافية وتعتزم أن تحدثاً حراكاً ثقافياً متنوعاً بالإضافة لطباعة الكتب ونشرها، وعندما أُثير موضوع الكتاب الإلكتروني تباينت اللآراء فبعض الحضور أكد على أهمية الكتاب الرقمي أو الالكتروني وأنه أكثر سهولة في الاستخدام ويمكن التفاعل مع الصفحات كما أنها أرخص من الكتب الورقية، ويمكن الحصول إليها بسرعة ويسر، ونظراً لكونه إلكترونياً فيمكن قراءته عن طريق الهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية، وعلى خلاف ذلك يرى البعض أن الكتاب المطبوع له قيمته وسحره أثناء التصفح، كذلك يمكن حمله بسهولة أثناء التنقل والسفر ولا يستهلك شحن كالاجهزة الذكية، كذلك يمكن تدوين الملاحظات بسهولة على هامش الصفحة والقراءة لا تجهد العين كأشعة الهواتف الذكية، كما أن وجود المكتبة في البيت وإتمام قراءة الكتب يُشعرك بالإنجاز وأهمية المعرفة، وتؤكد بعض الدراسات التي صدرت عن جامعة ماكويري في استراليا أنه وبالرغم من رواج الكتب الإلكترونية إلا أن الكتب الورقية ما زالت في الصدارة بنسبة 45% بالمقارنة بـ 35% للكتب الرقمية، كما استمرار قيام معارض الكتاب الدولية والإقبال الجماهيري عليها يؤكد على أهمية الكتب الورقية ورواجها وأن كانت أسعار الكتب مرتفعة إلا أن الأغلبية يحرصون على اقتنائها كما أنها فرصة للقاء الكاتب ومحاورته في أفكاره واتجاهاته الأدبية، وقد شهد معرض الدوحة للكتاب عام 2023 إقبالاً منقطع النظير وشارك أكثر من 500 ناشر من 37 دولة، ناهيك عن الإقبال على الندوات والورش المصاحبة والجلسات الحوارية، وتم تدشين ما يقارب 198 كتابا ورقيا ولهو دليل على أهمية الكتب الورقية. ويعيش القراء والمؤلفون حالة من الترقب لمعرض الدوحة للكتاب والذي ستشهده الدوحة شهر مايو القادم، لما للكتاب من أهمية للمثقفين، كما أن دور النشر المحلية تستعد لنشر إصداراتها الجديدة ونتمنى لهم التوفيق في نشاطاتها الأدبية والثقافية.