10 سبتمبر 2025

تسجيل

أسباب انقلاب موقف بايدن من حرب إبادة إسرائيل على غزة!!

07 أبريل 2024

علّقت في ندوات ومقابلات، ومقالات في الشرق عن خصوصية العلاقات الاستراتيجية تُعرف "بالعلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ أن اعترفت بقيام كيان إسرائيل عام 1948 وخلال حروبها واحتلالها وعدوانها الدائم على الفلسطينيين والنظام العربي لمدة 76 عاماً. وآخره ما نشهده بدعم مطلق لحرب إبادة آلة القتل الصهيونية المسعورة على غزة. وارتكاب جرائم حرب تخرق جميع المواثيق والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. بما فيها القتل المتعمد والحصار والتدمير الممنهج للمواطنين الأبرياء بقصف المنازل والمساجد والمستشفيات وقنص الأبرياء وهم يجمعون المساعدات-أزهقت أرواح 40 ألف مدني بريء بين شهيد ومدفون تحت أنقاض منازلهم! والنظام العالمي بين صامت وعاجز ومتواطئ. وقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية وغير قابلة للحياة! حتى بعد استماع محكمة العدل لمرافعات اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب جرائم حرب إبادة-Genocide)) وانضمت للشكوى لاحقاً ايرلندا وكولومبيا. لكن إسرائيل لم تكترث لذلك، واستمر مسلسل القتل والتدمير الممنهج لستة أشهر. وحظرت بحصار مطبق ادخال المساعدات والمواد الغذائية والماء والمواد الطبية والوقود واستمرت بتدمير المستشفيات وقتل المرضى والجرحى وخاصة مجمع الشفاء-حاصرتها لأسبوعين واكتشاف 300 جثة متحللة داخل المجمع، وخلفت دمارا شاملا في أكبر مجمع طبي في غزة.. خلال ذلك كان التواطؤ واصطفاف إدارة بايدن مع جرائم الصهاينة صادما ومستفزا. بالفيتو وبالإبقاء على الجسر الجوي لشحنات الأسلحة والقنابل الموجهة بزنة 2000 رطل-قصفت بها إسرائيل مناطق سكنية مكتظة بالسكان ما يحدث دماراً هائلاً لمسافة 300 متر من دائرة الانفجار. لم يحدث ذلك منذ حرب فيتنام. ليصحو ضمير بايدن ويبدأ الضغط بعد قتل عمال إغاثة المطبخ المركزي العالمي! بدأ تحول موقف بايدن-بعد ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة ورفع جنوب أفريقيا دعوى اتهام إسرائيل بارتكاب حرب إبادة واستخدام القوة المفرطة والاعتداءات على مقار الأمم المتحدة والأونروا ومنع دخول المساعدات وتفشي المجاعة وخاصة في شمال القطاع. يبقى المأزق الأكبر لبايدن في استمرار تحدي نتنياهو بشكل مهين لمطالب الرئيس بايدن وقيادات إدارته وخاصة وزيرا خارجيته ودفاعه ومستشار الأمن الوطني ومدير الاستخبارات الذين زاروا المنطقة عدة مرات منذ تفجر الحرب. وبسبب المقاومة عجز الصهاينة عن تحقيق أهدافهم، بهزيمة حماس وتحرير الأسرى وتحييد قطاع غزة عن تهديد أمن إسرائيل ومنصة لشن هجمات على المستوطنات وحتى في عمق الأراضي المحتلة-طالت تل أبيب! لكن التحول الرئيسي في موقف بايدن والمجتمع الدولي، كان شعور مستشاري بايدن وإدارته أن موقفهم الداعم كليا لعدوان إسرائيل يهدد فرص إعادة انتخاب بايدن لرئاسة ثانية. خاصة مقاطعة الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة-خاصة رفض قيادات الجالية العربية والمسلمة اللقاء مع مستشاري حملة الرئيس بايدن في ولاية ميشيغان،-وتصويت 100 ألف ناخب في الانتخابات التمهيدية لحزب بايدن الديمقراطي "عدم الالتزام"-وليس للرئيس بايدن. مطالبين كما يطالب الجناح التقدمي في حزبه في مجلسي النواب والشيوخ-ومنهم أعضاء مجلس الشيوخ البارزين ساندرز وميرفي وفان هولن-وفي مجلس النواب بالإصرار على المطالبة بوقف إرسال السلاح ووقف الحرب فوراً. خاصة بعد تصويت الولايات المتحدة في مجلس الأمن بالامتناع على قرار قدمته مجموعة الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن بوقف الحرب فوراً، وتصويت مجلس حقوق الإنسان كذلك! شكل تخلي بايدن صدمة لنتنياهو-خاصة أن طلب وقف الحرب ليست ضمن صفقة حول الرهائن والمحتجزين! كما ساهمت مطالب الديمقراطيين ومناشدة ولديمقراطيين في حزب بايدن مناشدة زوجته جيل بوقف الحرب. وكان لمقاطعة قيادات العرب والمسلمين حفل الإفطار يقيمه الرؤساء الأمريكيون في شهر رمضان، احتجاجاً على عدم وقف الحرب ونقل رسالة غاضبة لبايدن والتوعد بعدم التصويت لبايدن. ما سيكون له كلفة كبيرة بسبب ما تظهره استطلاعات الرأي من تقدم ترامب على بايدن في الولايات المتأرجحة الحاسمة للفوز وخاصة ولايات ميشيغان، ويسكنسن ومينيسوتا، ما يهدد فرص فوز بايدن. لذلك أتت مكالمة الرئيس بايدن الخميس الماضي غير مسبوقة وغاضبة محذراً نتنياهو سنحكم على علاقتنا معكم بناء على التزامكم بمطالبنا! * لكن القشة التي قصمت ظهر البعير، كان قصف الجيش الاحتلال قافلة جمعية المطبخ المركزي العالمي وتدمير ثلاث عربات قتلت 7 متطوعين: 3 بريطانيين وكندي-أمريكي واسترالي وبولندي.. ما فجر حالة غضب واستياء واصطفاف دولي من حلفاء إسرائيل، خاصة الدول التي فقدت مواطنين. وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا. عبروا عن غضبهم ووبخوا نتنياهو وطالبوا بتحقيق عاجل وشفاف ودفع تعويضات. لذلك أتى موقف بايدن غاضباً ومحذراً لنتنياهو: إذا لم تغير موقفه وتتوقف الحرب فوراً وتدخل مساعدات إنسانية وتوقف استهداف المدنيين فإن إدارة بايدن ستغير موقفها تجاه إسرائيل. ولوح بايدن حسب شبكة ان بي سي نيوز بوقف شحنات الأسلحة. كان موقف بايدن صادماً لنتنياهو ومستشاريه، لأنها كانت المرة الأولى التي يصر الرئيس بايدن على وقف الحرب بعد قرار مجلس الأمن الأخير 2728-ودون أن يكون ذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار ضمن صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين مع حماس. ما شكل تحولاً كبيراً بموقف إدارة بايدن-ودعم موقف الرئيس بايدن القيادات التقدمية في الكونغرس وعلى رأسهم تأكيد السيناتور المخضرم اليهودي ومرشح الرئاسة السابق ساندرز، ما لم تُدخل إسرائيل المساعدات إلى غزة ستتوقف شحنات الأسلحة. وسبقه وصف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ شومر-أرفع مسؤول يهودي-نتنياهو أنه ضل الطريق، ومطالبته بانتخابات مبكرة وتغيير القيادة والوزيرين المتطرفين بن غفير وسموترتش. رد نتنياهو نحن لسنا جمهورية موز! تحول موقف بايدن و 40 نائبا ديمقراطيا في الكونغرس رغم تأخره، مرحب به ويُبنى عليه، بشرط ديمومته ووقف عدوان إسرائيل. التي باتت عبئا مكلفا ومحرجا، وليست رصيدا استراتيجيا لأمريكا والغرب!