12 سبتمبر 2025
تسجيللقد أصبحت الكثير من العلاقات الزوجية تشوبها منغصات لم نكن نسمع بها من قبل، فلربما أفرزتها التغيرات التي طرأت على حياتنا وعلى مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة، وربما تغير الكثير من القيم والعادات في بيوتنا، والتأثيرات التي باتت صاحبة التحكم بالعقول والقلوب والقناعات، فوسط هذه الدوامة الكبيرة لابد أن تتفكك أجزاء مهمة من المنظومة التي كانت قائمة عليها تفاصيل حياتنا وعوائلنا.كلنا نعلم أن الله تعالى هو خالقنا وهو أعلم بما يناسبنا ومايؤذينا وغير ذلك، ولقد حذر الله تعالى من أمر في غاية الأهمية، وله أشد الضرر النفسي على المرأة ألا وهو تركها معلقة؛ لا هي متزوجة وحاصلة على حقوقها الزوجية، ولا هي مطلقة فتستطيع متابعة حياتها والمضي فيها من جديد، وهذا الأمر المؤلم الذي أصبحنا نراه كثيراً حولنا، حيث يصل الزوجان في حالات عديدة لمفترق طرق كما يقال، وتتعاظم الخلافات بينهما، وتزيد الفجوة حتى تصبح الحياة بينهما مستحيلة، وهنا لابد من الطلاق بالرغم من أنه أبغض الحلال إلى الله إلا أنه آخر الحلول.وهنا يأتي الوعي الديني وثقافة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والتحلي بأدب الخلاف، والنزول عند أوامر الله تعالى (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) البقرة 229. وعدم ترك المرأة معلّقة لاتعرف مصيرها فهذا مخالف للشريعة الإسلامية، وللأسف الشديد فقد استهان كثير من الرجال بهذه المعصية الشديدة، فمادام صاحب اتخاذ القرار والعصمة بيده فإن بإمكانه هجر زوجته وتركها متى شاء ومتابعة حياته كما يريد، ربما بالزواج من إمرأة أخرى، وزوجته الأولى وربما أبناؤه أيضاً ملقى بهم في مهب الريح، فهل هذا من الدين في شيء؟ وهل هذا من الرجولة في شيء؟إن الله تعالى لم ينهَ عن هذا الأمر إلا لشدة ضرره وإثمه، فليحذر أشباه الرجال من إتيانه، وليتقي الله تعالى كل من استرعاه الله أمر زوجة وصاه عليها رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين قال "استوصوا بالنساء خيراً" والاستجابة لأوامر الله حين قال في كتابه العزيز (فلا تذروها كالمعلقة).