15 سبتمبر 2025
تسجيلأسجل لكم عزائي لمستقبل رياضة المرأة القطرية التي لا تزال تبحث عن المفقود، وهو الدعم والتشجيع لها، فأنا هنا لا أنكر ما وفرته الدولة في سبيل إحياء رياضة المرأة وتشجيعها لممارسة الرياضة اليومية جزءا صحيا أساسيا في تنمية حياتها وحياة من ترعاهم، لأنها الأم وهي نصف المجتمع ومربية الأجيال القادمة، وهي السبيل الوحيد لتغذية ذهن أبنائها بأهمية ممارسة الرياضة اليومية. ولكن عزائي لهذه المرأة التي لم تجد من يأخذ بيدها من أصغر مسؤول في وزارة الرياضة إلى كبيرهم، فلما شهدنا انطلاقة وزارة الرياضة والشباب والثقافة اكتشفنا أنه لا حيلة لرياضة النساء، ولا نصيب لهن من هذه الوزارة الغراء.فأصواتهن تنادي منذ سنوات في عهد اللجنة الأولمبية، حينما كانت المشرفة على أنشطة المنشآت الرياضية والمكلفة لتسهيل الإمكانات لخدمة شرائح المجتمع وإشراكهم في الرياضة، لكن لا تزال مطالبهن تحت قيد التنفيذ مع سبق الإصرار لإحكام إغلاق أبواب الأندية الرياضية، التي تتمتع بالمساحات الشاسعة والإمكانات الهائلة، أمام ممارسة المرأة القطرية رياضتها وممارسة ما تحب من الرياضات، ومع الأسف الشديد تم قصر رياضة المرأة في نادي وحيد بـ"أسباير" يزدحم فيه كل النساء في قطر ضمن ساعات قليلة من النهار لا تكاد تستوعب أوقات المرأة، ولا تتيح لها حرية اختيار ممارسة رياضتها بشكل يومي، ما يؤدي إلى هروبها وسط الظلام من عالم الرياضة بروح امتزجت بالإحباط والمسالمة.وهذا ما أسهم في تفاقم ظاهرة عزوف المرأة القطرية من الرياضة في مجتمعنا، وهو الأمر الذي أدى إلى إقامة الوزارة مشكورة بعمل مؤتمر صحفي للإعلان عن مسح ميداني حول أسباب هذه الظاهرة الاجتماعية التي تفشت نتائجها على صحة المرأة واحتمالية تأثيرها على أجيالنا المقبلة. وهنا أقول: "إذا عرف السبب بطل العجب"، بمعنى أنكم يا وزارة الرياضة بديهيًا تعرفون الأسباب ولا يحتاج الأمر إلى التطويل والتطبيل، ولكن يحتاج منكم إلى مزيد من العمل وفتح القيود التي تكبلت بها أيدي النساء، "فهي بكل بساطة تحتاج إلى خصوصيتها في ساحة الرياضة بحكم أننا مجتمع محافظ ولنا قيمنا وديننا وتقاليدنا التي تحتم لنا البقاء في المنازل بعيدا عن ممارسة الرياضة مع الرجال".فما تحتاجه المرأة القطرية اليوم هو فتح أبواب الأندية الرياضية، والتي تغطي جميع مناطق الدولة، والعمل على تخصيص أيام للسيدات وأنشطة متنوعة بإدارة نسوية تستطيع من خلالها المرأة ممارسة رياضتها بكل أنواعها بشكل مريح ومتزن وبعيدًا عن المضايقات. وبهذا تستطيع الوزارة عمل المسح الميداني لرياضة المرأة وقياس حضورها من عدمه! ولا ننسى العمل التسويقي الرياضي لجذب السيدات لممارسة الرياضة في أقرب نادي رياضي قريب لها من منزلها، فهنا يكمن الفرق في تقديم التسهيلات لحياة صحية رياضية للمرأة القطرية من عدمها!