18 سبتمبر 2025
تسجيللا شيء يشغل الصباح كل صباح سواها تلك الأمنيات، التي ترافقنا بمجرد أن نستيقظ، وتتسمك بنا؛ كي تتحقق، وهي تلك التي تحلم بيوم جميل تفصله عن كل المنغصات الكثير من الأميال، التي لن تُقطع بسهولة حتى نُسلم ونستسلم للتشاؤم ولكل تلك الأفكار السلبية التي ستأخذنا ومن بعد حيث تريد ولا نريد وبكل يُسر تكسبه بفضل خضوعنا لها، وتحديداً بعد أن تجد مكانة كبيرة تبرر لها كل ما ستُقدم على فعله فيما بعد وهي تدرك تماماً أنها لن تجد من المقاومة ما يكفي؛ كي تقف عند حدها دون أن تتمادى وتتمرد، ومما لا شك فيه أن روح المقاومة (وإن كانت دفينة) هي القادرة على التصدي وبكل قوة لتلك الأفكار السلبية، التي ستقع من الضربة الأولى؛ لتفسح بذلك لنا المجال؛ كي نمضي ونعيش حياتنا كما نريد برفقة تلك الأمنيات التي ستجعلنا نُقدم على فعل كل ما علينا من مهام بتركيز أكبر، خاصة حين يعمل الأمل -الذي يرجو تحقيق تلك الأمنيات- كمحرك يجعلنا نمتص كل الظروف الصعبة، ونبتلع كل المواقف القاسية دون أن نُدقق عليها فنتأثر بها ونبكي بسببها حتى؛ ليمضي الوقت دون أن ندرك فيه ما نريده. أحبتي: لا شك أن الحياة لا تخلو من المشاكل التي تتبجح في كل حين وحين علينا، ولا شك أن الضغوط تعبث بمشاعرنا، ولا شك أن الذكريات الأليمة تأخذ من أيامنا حيزاً لا يُستهان به، إلا أن كل ما قد سبق لا يفرض علينا واجب تحمل ما كان من الأمس وحمله معنا إلى حدود يوم جديد لا يستحق منا سواه العطاء الحقيقي، الذي يتوجب علينا الإقبال عليه بقلب تملؤه (الثقة بالله)، وهي تلك التي تُكسبنا الصبر، فهو هذا الأخير ما يُمرِق الوقت دون أن نشعر به أو ننزعج منه حتى وإن كان وقع الأحداث ثقيلاً علينا، والحق أن خوض هذا الحديث الذي يخرج من القلب ونأمل أن يصل إلى قلب آخر هو الواجب، الذي نحمله على عاتقنا (أنا وقلمي) خاصة بعد تمرد (الأسى) على تلك القلوب المسكينة، التي تخشى التفكير وبكل إيجابية بأيامها القادمة وكل ذلك؛ بسبب الأيام الماضية، التي تركت من ذاك الأسى ما يكفي؛ كي يستمر دون توقف، حتى وجدنا من أمامنا من يخاف من القادم حتى من قبل أن يكون، فيكون بذلك من قد قضى على نفسه رغم أن ما تحمله الحياة في جعبتها سيكون أجمل وأفضل بإذن الله تعالى. سؤال يستحق الإجابة ما الذي يجعلنا نحمل بقايا الأمس إلى حدود اليوم، التي نُكللها بكثير من المخاوف؛ ليمضي بنا الوقت، ونحن نفكر وبشكل سلبي يمنعنا من التفكير بإيجابية في القادم؟ إن إجابة هذا السؤال هي تلك التي سندركها من خلال التالي، وهو ما سأتقدم به كمثال سيتوجه إلى كل فرد منا: تخيل أنك استيقظت ذات صباح دون تلك النعم التي تحسب أنها بسيطة جداً، ولا تُرضي غرورك، ولم تجد معك أي شيء منها، حينها كيف ستشعر؟ هل ستتمسك بتذمرك؟ هل ستشعر بالخوف من القادم؟ أم أنك ستدرك قيمة ما كنت تملكه، وكان من الممكن أن تستمتع به إن حمدت الله، وشكرته على كل ما قد قدره لك؟ مما لا شك فيه أنك ستشعر بقيمة ما كنت تملكه، وسترجو الله؛ كي تسترجع ما قد خسرته، وحتى يكون لك ذلك فإن تفكيرك سيتحول لاتجاه آخر، ستترقب معه عودة ما قد رحل، وكان من الممكن بأن تحافظ عليه متى أدركت معنى (أن تعيش اللحظة). وماذا بعد؟ (نعم) قد تكون الكلمات الأخيرة السابقة بسيطة جداً غير أن أثرها عظيم جداً؛ لأنها تختزل أسرار البقاء على قيد الحياة (في الحياة)، فهي تنادي بضرورة معايشة اللحظة في الوقت المناسب دون أن نستبق الأحداث، أو أن نتشبث بالماضي وكأننا لا نملك سواه؛ لأننا وإن فعلنا فسنكتسب الكثير من الخبرات القادرة على صقل شخصياتنا، وتهذيبها؛ كي تتطور وتصبح بوضع أفضل مما هي عليه، وعليه دع الأمس للأمس، والغد للغد، وفكر في هذه اللحظة التي تستحق منك (كلك)؛ كي يكون لك ما تريد؛ لذا وحتى تفعل وتدرك من الحياة الجديد الذي تريده لنفسك، نسأل الله لنا ولك كل التوفيق.