11 سبتمبر 2025
تسجيلجنون العظمة هذه الآفة التي أصابت الكثير والتي يتصور من أصابته بأنه يختلف عن بني البشر وفيه من الصفات والكمال ما الله به عليم وطبعاً هو مصاب في حقيقة الأمر بأمراض نفسية وجنون ويحتاج إلى علاج سريع يضع حداً لهذا الجنون، وبخاصة إذا كان يتحكم بثروات أو مصير شعوب أو يكون في موقع مسئولية، ونأخذ فرعون كمثال في السنين الغابرة عندما قال لقومه والعياذ بالله أنا ربكم الأعلى وما أريكم إلا ما أرى؟! أو كما قال النمرود ملك بابل إنه يُحي ويميت وأثبت الخليل عليه السلام عجز النمرود عندما برهن بالدليل القاطع وقال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر؟! كذلك لا يغيب عنا ما قام به صدام حسين بسبب جنون العظمة عندما اجتاح دولة الكويت الشقيقة وفتح جرحا كبيرا في قلوبنا جميعاً مع إن الأمة العربية فقدت قائدا كان يحفظ توازن الأمور التي اختلت من بعده؟؟ فانظر للعراق كيف تمزق شر تمزيق من بعده ولعبت به وبمقدراته طائفية المالكي وأعوانه وما آل إليه حال أهل السنة، كذلك معمر القذافي الذي فيه من ذلك الجنون الشيء الكثير وآخرها تنصيب نفسه ملك ملوك أفريقيا؟! أو بشار الذي يريد أن يبيد شعبه وتحالف مع الشيطان وأعوانه ويصور له جنونه بأنه على حق وهو على باطل؟؟ ومثل تلك النماذج التي ظهرت هذه الأيام بل هي ظاهرة لافتة للنظر ونرى المصابين بهذه الآفة أو من الذين يقولون كما قال فرعون أنا ربكم الأعلى ويعيشون في واقع مختلف ويتصورون أحلام اليقظة بأنها حقيقة وفيهم من الغطرسة والكبر كثير وجندوا أنفسهم المريضة لتخريب وتفريق الشعوب وقطع جميع الأواصل، بل لم يعد هؤلاء من المرضى يرى تلك الخطوط الحمراء التي تعداها البعض منهم وكل يوم له قصة ينسجها من واقع خياله المريض وإنه سوف يسترجع الدول ويضم الفروع إلى الأصل؟! فيا ليت شمشون الجبار حامي ومسترجع الديار يسترجع جزءا من عقله الذي فقده ووصل إلى هذا الحال المؤسف، كذلك وصل الحال بالبعض بسبب هذا الجنون بأنه يحارب خالقه ورسوله وعباده الصالحين ويلفق التهم ويدير الدسائس لهم بشتى الوسائل وهو مخلوق وضيع مخلوق أصله من نطفة قذرة لا يقوى على هذه الحرب الخاسرة بكل المقاييس؟؟ كذلك إذا أردت أن ترى جنون العظمة فانظر عندما يخرج علينا بعض الزعماء والقادة العسكريين العرب ببدلهم العسكرية أنظر لتلك الأوسمة والنياشين لها أول وليس لها أخر قد ضاق نفسهم من كثرتها ولا تعلم من أين حصلوا عليها وأي معارك تلك التي خاضوها أو ماهي التضحيات التي قدموها وبموجبها نالوها؟؟ وأحسن ما يجدونه وترى بطولاتهم هو قمع وسحل الشعوب ولو هاجمهم أسراب الجراد لهزمهم وولوا مدبرين؟! فيكفي ما في العالم العربي من مصائب وفتن فالوضع لا يحتمل مجانين آخرين وحماقات أخرى فمن لديه جنون فليعمل على أن يقتصر جنونه عليه ودعوا الناس يعيشون بسلام بعيدا عن جنونكم الذي أورد الكثيرون موارد التهلكة وجنى بذلك على الشجر والحجر والبشر، وآخر الكلام كل الذي نراه في العالم العربي هذه الأيام هو غياب بطانة الخير عن موقع المسئولية وإحلال بطانة السوء مكانها والتي لا يرجى خير منها والتي أمر الله بإبعادها نظراُ لمساوئها وأكبر شاهد ما يحصل هذه الأيام حتى أن بعض العلماء يندرجون تحت إطار هذه البطانة عندما تلاعبوا بالفتاوى أو صمت الكثيرون عن قول الحق كصمت أهل القبور وخافوا في قول الحق لومة لائم.