13 سبتمبر 2025

تسجيل

قصة الاختلاف بينه وبينها (1 — 3)

07 أبريل 2011

منذ الأزل ونحن نقرأ عن الاختلاف بين الرجل والمرأة ونعيش هذه الحقيقة بمستويات مختلفة من الإدراك والقدرة على التعامل معها بحسب البيئة والنضج الفكري والعاطفي وفهم اختلاف الطبيعة والقدرة على المرونة في التعامل والتعاطي مع هذه الحقيقة وغير ذلك من العوامل الأخرى التي تتحكم في هذا الأمر. تشتكي المرأة أحياناً بأن زوجها قد تغير معها ولم يعد كسابق عهده، ولكن الحقيقة هي ان الرجل يحتاج لأن يتصرف على طبيعته كما يقال من فترة لأخرى، أي يصبح غير قادر على المجاملة أو سكب الحب والاهتمام في أكواب امرأته، فيتصرف على طبيعته كرجل ودون تكلف أو تصنع، وهنا تظن المرأة أنه قد تغير وتثور وتبدأ غالباً بالشك بأن امرأة أخرى قد دخلت حياته أو أن حبه لها قد تقلص، وتدب الخلافات بينهما.. مع العلم أن الرجل هنا كل مايحتاجه هو فاصل زمني قصير ليعود كما كان معها.. ونادراً ما تدرك المرأة ذلك.. وحين تشعر المرأة بان مشاعرها وكل ما قامت به من أجل هذا الرجل لا يحظى منه بالاهتمام الكافي والتقدير والإطراء فإنها سرعان ما تصاب بخيبة الأمل والإحباط.. وكثيراً ما لا يدرك الرجل هذا الواقع وتلك المشاعر، بالرغم من أن كلمة حب واحدة أو إطراء من قبله قد تقي من الوقوع في الكوارث. أظن أن كثيراً منا قد قرأ ذلك الكتاب الشهير جداً، والذي ترجم لكثير من لغات العالم وهو كتاب الدكتور جون جراي (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) حيث تخيل في كتابه بأن الرجال من كوكب المريخ حيث يمجدون القوة والفاعلية والكفاءة ويشعرون بالكفاءة عن طريق الإنجاز والنساء من كوكب الزهرة حيث يقدرن الحب والاتصال والجمال ويعشقن اللباس والاهتمام بأنفسهن ويشعرن بالكفاءة بالمشاركة والتواصل والانسجام. وذات يوم اكتشف أهل المريخ بمناظيرهم ذلك الكوكب المليء بالمخلوقات اللطيفة، وصنعوا سفينة فضائية تنقلهم اليهن، واستقبلتهم النساء بكل الحب، وكان حباً سحرياً متبادلاً.. إلا أنهم سافروا ونزلوا معاً إلى الأرض، وهنا بدأ ظهور الاختلافات والاحباط حين لا يجد كل طرف ان الآخر يشعر مثل شعوره ويرغب بما يرغب به هو، ويتناسى كل جنس ان الجنس الآخر له طبيعة مختلفة وتكوين مختلف ومن مكان مختلف.. وهنا تتحول الحياة لكم من الخلافات والصراعات التي لا ضرورة لها لو كان كل طرف مستوعباً لحقيقة وطبيعة هذه الاختلافات. "وللحديث بقية بإذن الله".