بين كوفيد وأوكرانيا

الظاهر أن العالم ما زال يقول موعود مع العذاب يا قلبي ولا بترتاح في يوم يا قلبي كما قال قديماً عبدالحليم، فبعد جاثوم فيروس كوفيد - 19 طيلة هذه السنين القليلة الماضية الذي أورث "كوكتيل" من الخسائر البشرية والمالية وعطل مصالح البلاد والعباد وحدَ من الحريات الشخصية إلى درجة أن أصاب الكثيرين من البشر بالحالات النفسية، وفي نفس الوقت كان فألاً حسناً على مخترعي العلاجات وعلى مصانع أدوات مكافحته فلن يمر عصر بالنسبة لهم كهذا العصر، فلقد باعوا الصالح والطالح ووجدت فيه الجهات الصحية ضالتها بالنسبة للتعليق على شماعته الأخطاء الطبية مما أمن لها غطاء قانونياً. وفي خضم ترقب الجميع لنهاية سعيدة للخلاص منه، حدثت كارثة جديدة لربما تتطور إلى زوال العالم بأسره لا سمح الله لو تم استخدام الأسلحة النووية التي لن تُبقي ولن تذر لا بشراً ولا شجراً ولا حجراً، نسأل الله العلي القدير أن يجنب العالم مثل هذا التصور المرعب في حالة غياب العقلاء وتسيد الحمقى للمشهد، فـ الغزو الروسي لأوكرانيا عواقبه غير محدودة وخسائره على الجانبين سوف تكون باهظة وكان من الحكمة بمكان ألا تدخل أوكرانيا في صراع مسلح مع الدب الروسي مفتول العضلات صاحب القوة الهائلة لا شك بأنه صراع غير متكافئ بالمرة. ومن جانب آخر أعتقد أن الغرب لا يريد لأوكرانيا أن تكون من ضمن حلف الناتو، وقد يعتبرها دودة زائدة ويريد من روسيا أن تستأصلها، خاصة إذا كانت ملتهبة وتسبب وجعاً اقتصادياً لحلف الناتو، ويا سبحان الله قامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا الغزو، فهبت أوروبا وأمريكا لمساعدة أوكرانيا بمختلف المساعدات العسكرية والاقتصادية، وصدرت الإدانات من الجميع، ولم نر ذلك مع الدول العربية التي عانت من الغزو أو من الممارسات أو الاحتلال، فلقد كان العالم على الصامت بالنسبة لها لا يسمع لا يرى في سياسة المكيالين المعروفة التي لا تكون في صالح العرب دائما، فكانت هذه الأزمة فألاً حسناً على مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد على البلدان المصدرة للثروات المعدنية فلقد ارتفعت الأسعار لدرجة غير مسبوقة وأعتقد ليست للدول الغنية أعذار من تمرير القوانين التي تصب في خانة جيب المواطن الذي مزقه ارتفاع الأسعار ونتمنى أن يتم التنفيس على قرب الميزانيات بإعطاء الناس شيئاً منها لكي تتبارك، ونتمنى أن تكون هذه القِرب من النوع الذي يندي ويكون تحتها لو القليل من الماء يبل الريق وألا تكون من النوع الذي يموت تحتها الفرخ من العطش. [email protected]