12 ديسمبر 2025
تسجيلتابعت فقرات من برنامج "أحمر بالخط العريض" الذي يُقدمه مالك مكتبي منذ عام 2008 تقريباً، ويناقش في برنامجه قضايا جوهرية وغير اعتيادية، بل وأحياناً جريئة وخارجة عن المألوف، وأكثر ما يميز البرنامج بخلاف طريقة الحوار العفوية والعميقة والجريئة هو محاولته وضع حل لتلك القضية ومعالجتها، ولا يقتصر برنامجه على قضايا الكبار، فقدم حلقات خاصة بالأطفال أشبه بالحلم بالنسبة للطفل، فمثلاً استضاف طفلة لديها ضمور في النمو وحاول استنباط مشاعرها تجاه نفسها وشعورها عندما ينظر إليها الناس، وأحلامها ومتطلباتها، وكان يقدم لها النصائح النفسية بطريقة عفوية يتقبلها الطفل، ناهيك عن ديكور الاستوديو الحالم بالنسبة للاطفال، وفي النهاية حقق حلمها بتوفير حذاء خاص بمقاسها غير متوفر في الاسواق، لحظتها تدمع عيناك بشكل لا إرادي عند مشاهدة كم الفرح في وجه الطفلة، حلقة أخرى أيضاً كانت مع طفلة عاشت مع جدتها نتيجة طلاق الوالدين وتزوج كل منهما، ولديها إخوة توائم ولم ترهم في حياتها، وكانت أمنيتها الالتقاء بهم، وتحقق ذلك في استوديو البرنامج وكم من الحب والسعادة شاهدناه على وجوه الجميع، حلقات عديدة ضمت مواضيع إنسانية تحفز المتلقي للوقوف مع نفسه والتأمل، فمثلاً في إحدى الحلقات استضاف امرأة تعرضت للحرق، مما أدى لتشوه وجهها فاعتزلت العالم ورفضت النظر للمرآة، حتى لا ترى بشاعتها، فكان الحل أن يستضيف حالة مماثلة متأقلمة مع ذاتها، ولم تخجل من قدرها وتواجه المجتمع وتعيش حياتها بحروقها التي لم يكن لها دخل بتسببها، هذا التشجيع جعل الحالة الاولى تسترجع ثقتها بنفسها وتحاول مواجهة وضعها وحروقها والمجتمع والخروج من العزلة والوحدة والاكتئاب الذي يحيط بها لسنوات. المتأمل في خلق الله يصل لقناعة بأن علينا تقبل كل ما نمر به من ظروف صعبة أو أمراض وغيره، لأنها أقدارنا وتكثيف الدعاء لرب العالمين لأن يجمل الله تلك الأقدار، كما أن مواجهة الصعوبات أفضل من التقوقع وتحاشيها، فالمواجهة دائماً تخلق القوة وتعزز الثقة بالنفس، وليس بعيب طلب المساعدة من الاخرين سواء كانوا مختصين أو اطباء أو حتى أصدقاء، لتجاوز بعض المحن التي قد نتجاوزها أسرع بوجودهم، وتبث الدراسات النفسية أن الشخص يتعافى من مشكلاته النفسية، إذا تحدث عنها خاصة مع الغرباء، ولهذا فإن فكرة استشارة الاختصاصيين النفسيين في حالة عدم وجود شخص ثقة تشاركه همومك فكرة ناجحة. في ظل انشغال كل فئات المجتمع بتنوع ثقافاته وجنسياته ببرامج التواصل الاجتماعي والانشغال بتفاصيل النجوم والمشاهير والشخصيات العامة، التركيز على فئات بسيطة في المجتمع وإظهار تجاربهم وجوانب حياتهم وإن كانت مؤلمة هي فكرة محمودة ليتوقف الإنسان مع نفسه ويتفكر فيما بين يديه وبحاله ويشكر الله على نعمه، فالعالم مليء بالقصص الغريبة والمحزنة والسعيدة وليست كلها سفرات ويخوتا وحفلات صاخبة وتسوق لماركات عالمية تُسطح الرأي العام وتجعله مجتمعاً مستهلكاً ومقلداً يحاول استنساخ حياة المشاهير لتكون حياته وهو لا يعلم خفايا تلك الحياة وتفاصيلها التي قد تكون بشعة لأنه لا يرى إلا الصورة الجميلة منها!. *صناعة المحتوى الإعلامي يجب أن تقوم على فكرة مميزة تستهدف الاعلام الجديد، هادفة، تخدم الإنسانية بشكل غير معلن تقدم بأسلوب عفوي وترفيهي، وهي معادلة تحتاج لعقول متصالحة مع ذاتها، وتحب التفكير بصوت عال وتُحفز على العمل الجماعي ولديها رسالة لتغيير وإمتاع الجمهور. * يكمن الذكاء الإعلامي في التوجه لعرض البرامج أو مقاطع منها على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب عدد أكبر من الجهمور في ظل عزوف الكثير عن متابعة التلفزيونات!. [email protected] @amalabdulmalik