21 سبتمبر 2025
تسجيلتنطلق السياسة الخارجية القطرية من عدة مرتكزات جوهرها مبدأ توطيد السلم والأمن الدوليين عن طريق تشجيع فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، فضلا عن حل الخلافات بالحوار واحترام سيادة الدول والتعاون مع الأمم المحبة للسلام. وهي مبادئ ومرتكزات تحرص الدبلوماسية القطرية على التأكيد عليها عبر المنابر الدولية والإقليمية، وهو ما أكسب قطر احترام وتقدير المجتمع الدولي. وبالأمس جاءت كلمة قطر أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري تأكيدا لتلك المبادئ. حيث أكدت قطر أن الأخطار المحدقة بأمتنا العربية تستدعي حل الخلافات استنادا لمبدأ الحوار واحترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مع الابتعاد عن المهاترات والمناكفات التي لا تكرس سوى الفرقة والكراهية بين الشعوب. وحذرت الكلمة التي ألقاها سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية من التطورات الدراماتيكية التي تمر بها أمتنا، وانعكاساتها على جميع قضاياها الحيوية وفي مقدمتها قضية فلسطين، باعتبارها قضية العرب الأولى. وفي هذا السياق جددت قطر موقفها الثابت والداعم لقضية فلسطين وللحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام والأسس التي قامت عليها وعلى رأسها حل الدولتين. وانطلاقا من المسؤولية القومية رأت الدوحة أن الأمر يحتم على كل العرب العمل لتحقيق هذا الهدف، وأن تتم بلورة مواقف عربية قادرة على تجاوز الوضع العربي الصعب والتعاون بمسؤولية وفاعلية في حسم القضايا المصيرية التي تهمنا جميعا. ولم تغفل كلمة قطر ما تشهده الساحة اليمنية والوضع المأساوي هناك، فشددت على ضرورة الإسراع بدفع جميع الأطراف المتصارعة نحو تحقيق المصالحة الوطنية وفقا لمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2216. وفي الشأن الليبي جددت قطر موقفها الداعم لاتفاق الصخيرات وكافة مخرجاته وناشدت الأشقاء الليبيين إعلاء المصلحة الوطنية والتمسك بالحوار دون إقصاء لأي من مكونات المجتمع الليبي، وصولا إلى التسوية السياسية الشاملة التي تحفظ لليبيا سيادتها ووحدة أراضيها، وهكذا يتأكد أن قطر دائما مهمومة بآلام وآمال أسرتها العربية.