11 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تم إعلان الجملة الخاصة باليوم الوطني العام قبل الماضي فهي لابد أن تكون كلمة ذات مغزى وحكمة ورسالة مرسلة، وحُددت الكلمة بمرابع الأجداد أمانة، فالأمانة ترتبط في كل شيء ابتداءً من المحافظة على المال العام والمنشآت العامة والحياة البرية والبحرية والنباتية. فكما هو معلوم فإن دولة قطر من الدول التي يكون شتاؤها في غالب الأعوام قليل الأمطار ولهذا نجد أغلب الروض جافة صفراء، ولقد قامت الجهات المعنية بالبيئة بالعمل على المحافظة على عدد من الروض باستصلاحها وسقيها خلال السنة وذلك حرصاً عليها وعلى استمرار الحياة البرية والحيوانية فيها. وخلال هذا الشتاء قد أنعم الله علينا بكمية من الأمطار جعلت اغلب الأراضي روت عطشها وبدأت الروض في العودة للاكتساء باللون الأخضر، وبفضل من الله بدأت تعود الحياة البرية والنباتية والحيوانية بشكل ملاحظ في تلك المناطق. ولكن للأسف ما زال تدمير الروض جاريا من قبل بعض مرتادي البر جهلاً منهم أو تعمداً وعدم اكتراث وذلك بدخولهم الى أوساط الروض بالمركبات وبتعد واضح على الروض وتدمير أراضيها بعجلات المركبات والتي قد تأخذ سنين حتى تعود بالاضافة إلى افساد العشب، كما أن بعض الرواد يتركون خلفهم المخلفات من الطعام والأواني في الروض! متسببين في تلويث البيئة البرية وتجمع الكثير من المخلفات البلاستيكية التي تضر الاشجار والحياة البرية كما تعمل على تشويه المنظر. كما ظن بعض أفراد الشركات أن هذه الروض هي أرض لرمي مخلفات الشركة وتقليل التكلفة عليها!. وهذا ما رأيناه في صور محزنة على مواقع التواصل الاجتماعي توضح هذه الانتهاكات وتدمير البيئة. إذاً يعود السؤال للطرح، هل هناك عقوبات تقع على المخالفين؟ وهل هناك رقابة من الجهات المختصة والمسؤولة عن سلامة البيئة القطرية؟ الحكومة وفرت للجهات المختصة جميع الإمكانيات المادية والعينية لتأدية مهام المحافظة على البيئة البرية، ولكن في كثير من الأحيان ما نزال نرى الاعتداءات على البيئة وفي غياب واضح للجهات المكلفة بالمراقبة والمحاسبة القانونية. وقد نرى نوعا من العلاج الذي تم وهو في تسوير الروض بشباك عالية بسبب تلك الاعتداءات ومطالبة البعض ببناء اسمنتي حول الروض، فنحن هنا نتجه إلى تشويه الحياة البرية بدلاً من محاسبة المُخطئ على خطئه ونعاقب البيئة البرية على خطأ بعض رواد البر!. تدمير البيئة يجب أن يعد من المخالفات القانونية التي لا مصالحة فيها، بدءا من المخالفة المالية، وتكليف المخالف بتحمل تكاليف استصلاح الأرض ومشاركته في الخدمة المجتمعية بعدد ساعات معينة يستصلح فيها تلك الأراضي، ومع تكرار المخالفة وجب إضافة أمر ينشر الاسم بالجريدة وحجز المركبة لمدة مناسبة. ونرى من العلاجات التي قد تساعد في المحافظة على البيئة هو عدة شؤون ومنها: وضع عواميد قصيرة متباعدة المسافة في الحدود الخارجية للروض تمنع امكانية دخول السيارات (هذه متواجدة حالياً ببعض الروض). قيام الوزارة المعنية بالبيئة والمحافظة على الحياة الفطرية بالتعاون مع جميع وزارات الدولة في نشر ثقافة المحافظة على البيئة، بفيديوهات توعوية، منشورات، وبرامج متخصصة في المحافظة على البيئة وأهمية ذلك للمجتمع. فكرة إنشاء منهج من قبل وزارة التربية والتعليم واستكمال دورها التعليمي والتثقيفي في وضع حصص أسبوعية أو مادة تضاف الى بقية المواد العلمية شأنها في المحافظة على الحياة البرية والبحرية. ويبقى أقوى سلاح للمحافظة على البيئة وهو نشوء وتكون الرقابة الذاتية في الأفراد وتحملهم للمسؤولية في المحافظة على بيئتهم والتي هي إرث يستمر للأجيال المتعاقبة.