11 سبتمبر 2025

تسجيل

كن ذاك المُتطفل

07 فبراير 2017

لا يبدو التطفل لائقاً ومقبولاً حين يكون؛ لذا نميل إلى تجنب صاحبه متى انبعثت منه رائحة تُنذر بما سيلحق بنا من تطفل؛ لأننا وإن لم نفعل وظهرت علينا علامات تقبله فإن ما سيُترجم عنا هو موافقتنا له؛ لتكون النتيجة ضرورة تحملنا لكافة العواقب التي ستخلع رداء اللطف لحظة اقتحامها للحفلة؛ كي تُباشر عملها وهو تدمير كل شيء حتى ينزعج المدعون من كم التطفل الذي سيلحق بهم، وتكون النهاية مغادرة من سيغادر، وحيرة من سيبقى وضياعه بين ما يمكن فعله وما يجدر بأن يكون، ولنا أن نتخيل ما سيلحق بذاك المشهد الذي وإن تقلبت الخيارات من أمامه إلا أنه لن يخضع إلا لرغباتنا فقط، وعليه فليكن ما نراه مناسباً. (نعم) لا ولن يبدو التطفل لائقاً ومقبولاً متى كان الحديث من تلك الزاوية التي ذكرتها آنفاً، ولكنه سيبدو كذلك حين يكون الحديث من زاوية أخرى، ألا وهي زاويتك حيث ستكون تلك الحفلة –التي تحدثنا عنها- هي حفلتك الخاصة وبكلمات أخرى حياتك الخاصة والحافلة بكل ما يهمك ويعنيك، ولا حق لسواك بفعل أي شيء فيها دون الرجوع إليك، وكي تُنصف نفسك كما يجب فلا يجدر بك السماح لأي أحد أياً كانت مكانته بالفوز بفرصة بلوغ مرحلة الرجوع إليك فيما يخصك؛ لأنه بذلك سيكون قد تجاوزك وصار يملك حق اتخاذ قراراتك المصيرية، التي ستغير حياتك وسيتغير معها وضعك، وهو ما لا أعتقد بأنك ستقبل به وإن شعرت ولوهلة بأن الآخر يدرك ما لا تدركه، وهو ما يمكن بأن يكون فعلاً، بمعنى أنه قد يملك من الخبرات ما يتخطى عتبة خبراتك التي خرجت بها من تجاربك الحياتية، ولكن (لا) هو لا يملك حق إدارة حياتك وتوجيه عجلة القيادة حيث يريد، فهي مهمتك وحدك، وإن شعرت بوجود من سيخطف منك تلك المهمة فمن الضروري بأن تتحدث، فإن لم تجد رداً، كن ذاك المتطفل الذي سيزعج الآخرين؛ كي يخرجوا من حياته فيُديرها كما يريد.