13 سبتمبر 2025

تسجيل

الدنيا لا تزال بخير

07 فبراير 2013

لعل معظمنا قرأ خبر المحسن القطري الذي سافر لإنقاذ أسرة جزائرية مشردة تحت عنوان (محسن قطري يقطع آلاف الكيلومترات لينقذ أسرة عربية من التشرد ).. سمعنا كيف مضت خمس سنوات وعائلة جزائرية مكونة من 10 أفراد تعيش في شاحنة في مدينة يطلق عليها "البليدة"، الى ان لبى نداء استغاثة هذه العائلة محسن قطري، رأى صدفة تقريرا اعدته احدى الفضائيات العربية في عصر احد الايام، فما كان من هذا المواطن المحسن القطري الا ان بادر بالبحث عن ارقام هذه الفضائية والقائمين على البرنامج للحصول على ارقام هواتف هذه العائلة، او كيفية الوصول اليها، وبقي كذلك حتى وصل إليها بمساعدة شخص جزائري يعيش في الدوحة، ولم يكتف  بإعطائهم مبلغاً مالياً بل أمن لهم السكن والمتطلبات المعيشية، ولم يذكر حتى اسمه.. لأنه بالطبع لم يرد الشهرة والحديث عنه، ولكنه أراد الله تعالى والدار الآخرة... جزاه الله خير الجزاء وجعل ماقدمه في ميزان حسناته يوم القيامة، وأكثر من أمثاله.فهذه هي أمة الحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه، وهذا هو مجتمعنا المسلم الذي قال عنه نبينا الكريم( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).. لقد ساد التجاهل والأنانية وحب الذات في الوقت الحالي إلا من رحم ربي، فرأينا الجار يستغيث بجاره دون جدوى، ورأينا الأخ يستغيث بأخيه دون جدوى، وسمعنا صراخ القريب والبعيد ولكن دون أن يلامس صراخهم نخوة المعتصم.. والحق يقال ان سماعنا لهذه القصة في الوقت الذي أطبق علينا فيه ظلام القسوة وعدم المبالاة، لشيء يفرح القلوب المحبطة، ويعيد الأمل إلى نفوسنا بأن أمتنا ماتزال بخير، وشعبنا مايزال بخير، ومجتمعنا مايزال بخير، فقد تربى تحت ظل قيادته الرشيدة على الخير والعطاء، وسقي بماء المكرمات حتى أثمر خيراً وكرماً. ومضة: رحم الله الشيخ حمد العتيق حين قال: وَلا خَيَّر فِي الدُنْيَا إِذَا لَمْ تَكُنْ بِهَا *** تَقِيٌّ سَلِيمُ القَلْبِ للهِ تَعْمَلُ وَمَنْ لا يَخَافُ اللهَ فِي الجَهْرِ والخَفَاءَ *** فَقَدْ خَسِرَ الدَارَينِ والله يُمْهِلُ فَأَكْثِرْ أَخِي دَوْمَاً مِنْ الخَيِــرِ إِنَهُ *** هُوَ النُّورُ فِي القَبْرِ لِمَنْ مَاتَ يَحْصُلُ سَتَرْقُدُ فِي قَبْـــــرٍ وَتَلْتَحِفُ الثَرَى *** فَإِيَّاكَ أَنْ تَنْسَى وَإِيَّاكَ تَغْفُلُ سَيَظْهَرُ مَا أَخْفَيتَ في الليلِ وَالضُّحَى *** وَيُكْشَفُ فِي قَبرٍ بِهِ الخَلْقُ تُسْأَلُ هَنِيئاً لِمَنْ كَانَ الرَّسُولُ خَلِيلُهُ *** وَجَاراً لَهُ دَوْمَاً مُطِيعٌ وَيَعْمَلُ