13 سبتمبر 2025
تسجيل(نعم) الله علينا كثيرة، والأكثر منها هي تلك اللحظات التي تُمرقها الظروف من أمامنا دون أن نسألها التمهل والبقاء معنا لمدة محدودة، نفوز فيها بفرصة ذهبية للتفكر بكل تلك النعم، والبحث عن كيفية لائقة تسمح لنا بتوجيهها نحو الاتجاه الصحيح، والحق أن منا وبيننا من لا يدرك ما يملكه من نعم، وعليه تجده لا يكترث بأمر توجيهها بقدر ما يفعل غيره ممن يتمنى بأن يحصل عليها، وإن كان ذلك لدقائق يتيمة، كما أن منا من يدرك ما يملكه تماماً، ولكنه لا يقبل بفكرة تكبد عناء التعرف على الوسائل التي ستُمكنه من التعرف على كيفية توجيه ما يملكه من نعم، وفي المقابل هناك من يدرك الكيفية وبشتى أشكالها وألوانها، ولكنه لا يملك منها ما يملكه غيره، وتلك هي القسمة، التي تكون لحكمة لا يدركها سوى الله. لقد طلت عليكم كلماتي اليوم من شرفة هذا المقال؛ لنتحدث عن نعمة مشتركة، نملكها جميعاً والحمدلله، ونتفق عليها، وإن اختلفنا، إذ أنها وسيلة بقائنا على قيد الحياة من بعد الله؛ لذا فهي نعمة لابد وأن نشكر المولى عز وجل عليها كل الوقت وفي أي وقت يكون ونكون فيه، ولكم الحق بأن تتعرفوا على هذه النعمة التي نملكها جميعنا، وهي تلك المدعوة (عضلة القلب)، ولربما يُلهب البعض هذا السؤال: ولم عضلة القلب تحديداً، ونحن نملك جسداً كاملاً أنعم الله به علينا؟ وهو ما يترجم حقيقة لا اختلاف فيها، ولا خلاف عليها، ولكن تظل هذه العضلة وما تقوم به لنا الأفضل من بين كل الأعضاء، وتستحق منا بأن نُعبر عنها حين نعتبر منها ومن كل ما تقوله لنا حين تقول (كفى)، والحق أننا بأمس الحاجة إلى التعرف على الأحيان التي تصرخ فيها وتقولها، ومنها: حين نظلم فلابد وأن تمتعض (عضلة القلب)، وتمتنع عن ضخ الدم لبقية أعضاء الجسد؛ كي نشعر بالألم ومن ثم بكم الظلم الذي يقع منا على الآخرين، فلا نستمتع بتعذيبهم، وإراقة دم مشاعرهم كل الوقت، بل التوقف؛ للإُصغاء إلى هذه العضلة التي تقول لنا: (كفى).. حين نغتاب كل من يغيب عنا، ونخوض عرضه عرضاً وطولاً دون حق ونحسب بأنه الحق، فلابد وأن تقرصنا (عضلة القلب)، وتنقلب؛ لتصبح ضدنا، وضد ما نسعى إليه؛ كي ندرك ماهية ما نقوم به في حق من غاب، فلا نتمادى، ونستمر وكأنه الصواب ما نفعل، بل يتوجب علينا الخضوع لهذه العضلة والإصغاء إليها وهي تقول لنا: (كفى).. وحين نخالف إنسانيتنا؛ لنعيث في الأرض الفساد، ويفعل كل واحدٍ منا ما يود فعله، دون حسيب أو رقيب، فلابد وأن تصرخ هذه العضلة وتقول: (كفى) أنا نعمة لابد وأن تأخذ حقها منكم. إن وجود عضلة القلب، نعمة لاشك فيها، ولا اختلاف عليها، وإعفائها من ضخ دم فاسد لا يدرك إلا (الظلم) وسيلة لحياتها وحياته، فهي نعمة لابد وأن تؤخذ بعين الاعتبار؛ كي يقدم كل واحد منا كل خير يستطيع تقديمه، فلا يظلم غيره ممن يرجو منه رحمة في أضيق مساحة ممكنة، ويمكن بأن تكون له إن أدركنا نعمة (عضلة القلب)، وأصغينا إليها جيداً في كل حين، دون أن نؤجل الأمر حتى حين لربما لن يحين ونحن على وجه الأرض. وأخيراً: الشك مبدأ لابد من انتهاجه وهذه النعمة، وعليه ضع نفسك تحت المجهر، وشكك ببعض أفعالك، فلربما تجد منها ما تحسبه صحيحاً وهو غير ذلك، لظلم يكون منه ومنك على غيرك، ثم راجع نفسك، وابحث الأمر مع (عضلة القلب)؛ لتضخ الخير في مكانه الصحيح، فإن فعلت ذلك، وفعل غيرك؛ لربحنا من الدنيا خيراً نحتاجه وبشدة. فلنفعل طالما أننا مازلنا على وجه الأرض، ولم نصبح كمن صاروا في جوفها. همسة إنسانية: كل ما سبق هو إهداء لكل إنسان يبحث عن خير الدنيا، (تذكروا بأن الدنيا بخير)، ولا تغفلوا هذه الحقيقة، وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]