24 سبتمبر 2025
تسجيللا يكاد يمر يوم واحد دون أن ترتكب سلطات الاحتلال الاسرائيلي بقواتها ومستوطنيها وأذرعها المختلفة جريمة جديدة تضاف إلى مسلسل انتهاكاتها وجرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته ومنازله، حيث أصبحت حياة الفلسطيني مستباحة من قبل الاحتلال ومنظماته الاستعمارية. وتظهر الفترة الأخيرة تصاعدًا محلوظًا في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية الرسمية أو تلك التي ينفذها المستوطنون في مناطق مختلفة بالضفة تحت حماية جيش الاحتلال، ولعل أحدث أنواع تلك الجرائم المتنوعة والتي تتخذ أشكالا متعددة، هي انتشار وتصاعد جرائم الدهس المتعمدة التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين، في أكثر من موقع بالضفة الغربية المحتلة، حيث أقدم مستوطن أمس على دهس امرأة فلسطينية شمالي مدينة نابلس، في ثالث حادث من نوعه تشهده الضفة الغربية المحتلة خلال ساعات، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الفلسطينية بأنه «أسلوب آخر لقتل الفلسطيني» ابتكره المستوطنون. ومن الواضح أن عُنف المستوطنين وجرائمهم ضد الفلسطينيين هو جزء من سياسة حكومية للاحتلال، تسمح به وتُتيح تنفيذه، وتشارك فيه، وتوفر الدعم المالي والسياسي واللوجستي والحماية لمرتكبيه، وهو أمر تتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عنه، الى جانب المجتمع الدولي ومؤسساته المختصة باعتبار أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة للصمت المريب والتخاذل الدولي تجاه جرائم الاحتلال ومستوطنيه. إن المجتمع الدولي يظل مطالبا بالعمل على توفير الحماية للشعب الفلسطيني، ووضع حد لإفلات الاحتلال ومستوطنيه الطويل من العقاب، ذلك أن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وصلت مرحلة بالغة الخطورة، مما ينذر بانفجار الاوضاع بشكل يصعب السيطرة عليه، مع تصاعد سجل الجرائم بحق الأبرياء والعزل من أبناء الشعب الفلسطيني.