11 سبتمبر 2025
تسجيللا يسعنا أن نقول نعيب على الزمان ومال الزمان عيبٌ سوانا؟ رحل عام 2018 ونقص من العمر سنة فعلياً وزاد سنة رقمياً وحمل معه ملفات كبيرة فيها من الأحداث والمآسي والجرائم الوحشية والدموع الشيء الكثير بعضها قد ينساها الناس وبعضها سوف يبقى أثره ما بقيت الحياة، وكان للعالم العربي كالعادة نصيب الأسد من هذه الأحداث التي لم تترك شيئا يمضي في حال سبيله إلا أدركته فمست الدين وثوابته ومكارم الأخلاق وحطمت سوره الذي كان يحمي الناس من الانفلات الأخلاقي نحو الرذيلة ونسيان الفضيلة وزاد كذب بعض ورثة الأنبياء ممن يبكون في المنابر وفي صلاة الجمع والجماعات من الخشية بدموع كاذبة. فلقد بينت الأحداث مناصرتهم للباطل وإحجامهم احجاما مطلقا عن قول الحق رغبة بالدنيا وليس الآخرة كما يدعون ومست الأحداث استقلال بعض الدول العربية فكثرت التدخلات في شؤونها الداخلية وعم فيها الخراب والدمار وساد فيها الهرج والمرج حتى أصبح العالم العربي أضحوكة للعوالم الأخرى فلم يمر على العالم العربي حال كهذا الحال، ومن سخرية القدر برزت لنا دول لا تستطيع أن تحمي نفسها من الدول الكرتونية تتوعد وتهدد وتزمجر كالأسد وتبعث بجيوشها الجرارة ليس من مواطنيها وإنما من المرتزقة الذين جلبتهم من مختلف أصقاع الأرض للقتال في دول بعيدة ليس لها فيها ناقة ولا جمل. فجنون وفنون العظمة فعل فعلته فيهم والتهور غير المحسوب العواقب سيئ النتائج بعيدة أو قريبة الأثر واستغلت هذه الدول استغلالا بشعا تسبب بانتشار الأمراض فيها والمجاعة ونهبت خيراتها. وعمل هؤلاء الحمقى على أن لا يعيش المواطن العربي في وطنه بسلام ودولته بازدهار إلا حسب سياسة ورغبة هؤلاء الجهلة الذين ابتليت بهم الأمة فهم نبات غير صالح سام فأينما يحلون يحل الخراب. كما حطمت ودمرت مختلف العلاقات العربية فأصبح الكذب على الآخر واتهامه بتهم باطلة هو الشعار المعلن والكيد به وإفشال مساعيه المستقبلية وتشويه صورته أسمى هدف. ودفعت الأموال الضخمة في سبيل ذلك لدرجة تغيير أنظمة الحكم حتى ولو كانت منتخبة ولم يسلم منها الاقتصاد عصب الحياة وعملوا كمن يفقع عينه بإصبعه فأغرقوا السوق بالنفط إلى درجة التخمة لكي تهبط الأسعار فأضروا بذلك أنفسهم قبل غيرهم وكان من ضمن الأهداف الاضرار بقطر من أجل أن تعجز عن مشاريعها، فقطر استغنت بالغاز عن النفط ولم يعد أمر أوبك يعنيها فهي خارج المنظمة بعد ان شممنا منها رائحة التآمر والخيانة والغدر وتلاعب بعض الدول فيها فالحديث عما يجري في العالم العربي ذو شجون. ولكن يبقى أن نسأل الله أن يكون عام 2019 أفضل من سابقه وأن يحل السلام والأمن في ربوع العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع وأن يُبنى البيت الخليجي من جديد على مبادئ وأسس متينة تصمد في وجه الرياح العاتية كالتي يواجهها الآن.