موقف عربي موحد

لا تزال ردود الأفعال وتداعيات الاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة في طهران وقنصليتها العامة في مشهد تتواصل، حيث استدعت وزارة الخارجية صباح أمس سفير دولة قطر لدى طهران، وأتبعت ذلك بتسليم مذكرة احتجاج إلى سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الدوحة. وكانت دولة قطر قد أعربت في بيان رسمي، صدر قبل ثلاثة أيام، عن تنديدها واستنكارها الشديدين، للاعتداء، باعتباره يشكل "انتهاكاً واضحاً ومرفوضاً للمواثيق والأعراف الدولية، ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية وأعضائها”.وبالأمس أيضا، وصفت سلطنة عمان في بيان هذا الاعتداء بأنه غير مقبول، فيما استدعى الأردن السفير الإيراني وأبلغه احتجاجه على الاعتداء، في الوقت الذي يستعد فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون لعقد اجتماع استثنائي اليوم يتبعه "وزاري عربي" يوم الأحد.لقد أظهر هذا الاعتداء، مدى الحاجة إلى صف عربي موحد وقرارات موحدة، سواء على مستوى مجلس التعاون أو الجامعة العربية، ترسل رسالة بالغة الوضوح إلى كل الأطراف، مفادها أن ما حدث من انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية ليس مقبولا وأن التدخلات الإقليمية السالبة في شؤون المنطقة العربية لم يعد أمرا مسموحا به. إن مراعاة حسن الجوار، تقتضي أفعالا تدل على صدق النوايا في بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل.