11 سبتمبر 2025

تسجيل

تخوُّف مشروع لصديق... من يدير؟

07 يناير 2014

كتب الصديق إلهامي الميرغني، وهو باحث في شؤون النقابات وتاريخها، منبها لتسلل عناصر الفساد قبل يناير إلى المشهد الحالي في مصر، ووجدتني أعلق ورأيت أن التخوف والتعليق يصلحان لكشف صدع حالي لدى الشباب وكتبت: للآن لم نواجه بصراحة ما جرى ومازالت تبعاته تتوالى.مضت 25 يناير لينقض الإخوان على السلطة تحت مظلة أمريكية، ولم تنتج يناير قيادة تعبر عن إرادة التغيير والقدرة عليه.تحديد القوى المضادة للثورة أو للرغبة في التغيير بعد 9 مارس كان ممكنا، ولكنك لا يمكن إن تحدد القوى التي تريد التغيير وتملك القدرة عليه، والتواصل مع القوى الاجتماعية غائب ومنعدم. وسيطر الإخوان.وهناك سؤال أستدعيه من تواصل جري بين المخابرات الحربية بقيادة السيسي مع كافة العناصر سواء من الشباب أو ممن أطلق عليهم النخبة، أي إن هناك من يحدد ملامح الواقع وشخوصه، وهنا يصبح السؤال واجبا؛ من كان يدير المرحلة منذ 25 يناير حتى اليوم؟، وهل اختلفت الإدارة في أي مرحلة؟، أم إن المراحل كانت تختلف في طبيعة القرار وتوجهه؟وهنا تأتي 30 يونيو. الجميع كان لديه سؤال حائر ورد قبل يناير وورد بعد انكشاف الإخوان لمن اعتقدوا فيهم خيرا، ما هو موقف الجيش؟سؤال شرعي رغم هتافات يسقط حكم العسكر والتي اتفق عليها الإخوان واليسار والشباب، لأن الجيش هو القوة المنظمة الوحيدة لمواجهة هذا التنظيم الأخطبوطي والذي تتكشف علاقاته ومدى تغلغله في مؤسسات الدولة وحجم القدرات التمويلية له وارتباطاته الدولية وإسقاطه لمفهوم الوطنية من الاعتبار ومدى تجاوزه لضرورات الأمن القومي.كانت كافة الحوارات تؤدي إلى إن الجيش لن يتحرك إلا إذا تعرضت مصر لحرب أهلية، وانتشرت فكرة أن يحتشد الناس في التحرير لمواجهة الإخوان وإذا تعرض لهم الإخوان يتدخل الجيش.يجب النظر إلى حركة تمرد كآلية حشد، بالقطع لهم كل التقدير ولن أدخل فيما يتردد حول من كان الممول الرئيس والذي ليس ساويرس حسب ما وصل إلى، وليس هذا على الإطلاق نقطة البحث.ولكن هل الحركة هي من أخرجت 33 مليونا حسب CNN؟إن المحرض الأول كان الإخوان.والاستجابة الشعبية كانت وليدة رفض الشعب للإخوان.والجيش تحرك قبل خطاب مرسي الأخير "الشرعية ورجاله من ذهب".ويبقى أيضا السؤال: من كان يدير؟إذا الشعب تجاوز المتوقع منه.ملايين وقعوا وثيقة تمرد (22) مليونا حسب ما أعلنته الحركة.ودفع الشباب بالدكتور البرادعي وكانت خارطة الطريق، وربما كان يوم 3 يوليو كاشفا عمن يدير.أما إن هناك من يدعي أنه قيادة 30 يونيو فهذا أمر خارج القبول العقلي كمن يدعي أنه قيادة 25 يناير.ولعلك تذكر إن أحد مرشحي الرئاسة السابقين والذي يفتله الشوق كمدا للكرسي قال بعد تعيين عمر سليمان وتغيير الوزارة "لقد حققنا ما لم نكن نحلم به"، وفاته إن هذا ما كان حلمه هو ولكن الخروج الشعبي كانت إرادته قد تجاوزت اتفاق سليمان والإخوان.أزاح الشعب الإخوان وبدا للجميع إن هناك من يدير المشهد وانحاز للشعب.راجع 26 يوليو، دعوة وبعد 36 ساعة يخرج 44 مليون في الشارع أيضا حسب الـ CNN.وكما أزاح الشعب الإخوان.كان الخروج الثالث يتجاوز مطلب التفويض لمواجهة الإرهاب إلى تحجيم السيطرة الأمريكية المطلقة علي القرار المصري.مواجهات متعددة ولكنها جميعها يمكن حساب نتائجها إيجابيا.هل هو انقلاب أم ثورة شعبية أمر لا يعنيني على الإطلاق، ما يعنيني نتائج إدارة الصراع.وهنا يجب إن نراجع إلى من آلت السلطة السياسية أو من أين جلبت إدارة المرحلة عناصر الإدارة السياسية؟هناك من يقول إن جملة المستشارين والوزارة من صنع البرادعي وبمنزل أبو الغار، والمنتهي، الرئاسة المؤقتة في حالة احتفالية، والحكومة في حالة الموت السريري.وحالة من الانقلاب الاجتماعي عاشتها لجنة الخمسين بمن احتوتهم وأيا كان الرأي للبعض في أمر نسبة العمال والفلاحين ولكن بالنسبة لي كانت مؤشرا للانحياز الاجتماعي لهذه اللجنة وكان هاجسها موقف حزب النور. وصار الدستور لعنة تطارد المصريين.وخرج رئيس اللجنة، وهو ونائبه من مطاريد التحرير، ليقول لا عزل ولا إقصاء، كأن الشعب كان في يناير ويونيو ويوليو قد إصابته هستريا جماعية.ويعلن عبد الغفار شكر في مقال له "إن الدستور تعبير عن ميزان القوى الحالي"، وهو طعن في الدستور وتأكيد لأن موجات الشعب المتعاقبة لم تجر أي تعديل في ميزان القوي داخل المجتمع بعد!لم يتحدث أحد عن التطهير ولكنهم جميعا تحدثوا عن المصالحات.ولم يبحثوا أمر الأموال المصرية بالخارج بل تجري تسويات خفية أو علنية كما الحال مع أحمد عز وسوزان مبارك.ولم يتحمل أحد مسؤوليات قتل الشهداء أو المصابين، لم ننجو من إحالة أمر الثورة وقضاياها غير في تحقيقات الاتحادية عكس رغبة مرسي، وفي أمر جنحة الهروب من سجن وادي النطرون، وعدا هذا فحدث ولا حرج.الذي يدعي أنه قيادة 30 يونيو كاذب.والذي يدعي أن عناصر الفساد ستغيب عن المشهد واهم.والذي يري أن المسؤولية تقع على الشعب ظالم.قال الدكتور أحمد أنيس رحمه الله عام 1972، "إن مصر حيرت علماء الاجتماع، لا تتحرك عندما يتوقع الجميع منها الثورة وتثور عندما لا يتوقع أحد منها الحركة". كل يوم تتأكد هذه المقولة، هل نستطيع مواجهة أنفسنا ولا نقبل بمن ندرك أنهم وصمة في جبين الثورة والساسة.مازلت مؤمنا إن ما كان في مصر قبل 25 يناير لن يعود، وان أطلت الرؤوس واستعادت مكانا لها فهو خطر على النظام الذي يفتح هذا الباب.ولعلنا ونحن نرى إن إدارة مصر تكاد تنتقل طواعية لمن أدار السنوات الثلاث الماضية أن يكشف عن انحيازه الاجتماعي والسياسي.مسؤولية القادم من أيام جسيمة، ويجب أن تجد رجالها.