12 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف تحول الإسرائيلي إلى مجرم؟!

07 يناير 2011

من يدرس الجرائم الإسرائيلية طوال التاريخ يدرك أنها نابعة من عملية تشكيل ديني وثقافي للشخصية اليهودية، وأن الحاخامات ورجال السياسة قد تضامنوا لتحويل الشخصية الإسرائيلية إلى عبادة الذات بحيث يجعلونه يعتقد أنه هو الأفضل والأقوى ـ وأنه فوق البشر، وأن كل البشر بالنسبة له مجرد حيوانات. وطبقاً لذلك فإنه لا يتعرض لتعذيب ضمير عندما يرتكب جريمة، ومع الزمن يموت الضمير الإنساني نتيجة الشعور بالفوقية والسيادة والعظمة والاحتقار للبشر. لذلك فإنها جريمة دينية ثقافية معادية للإنسانية والحضارة والدين تلك التي ارتكبها حاخامات إسرائيل عبر قرون طويلة. وهي أيضاً جريمة سيكولوجية ارتكبها الحاخامات في حق اليهود أنفسهم حيث جعلوهم يعبدون ذواتهم وينفصلون نفسياً وشعورياً عن البشر، فلا يأمن أحد لهم، ولا يفكر في التعامل معهم طبقاً للأخلاقيات والأعراف والتقاليد التي توافقت عليها الحضارات الإنسانية. وأهم الخرافات التي زرعها الحاخامات والسياسيون في نفوس الإسرائيليين أنهم شعب الله المختار، وأن كل الشعوب قد خلقت لخدمتهم، فهم أعظم من البشر. وعندما يكذب اليهودي فإنه لا يشعر بأنه يرتكب إثماً، لكنه يفعل ذلك لخداع الأغيار كعملية مشروعة دينياً لتحقيق الأهداف. وهكذا نجد القادة الإسرائيليين يكذبون بشكل مستمر، ولا يلتزمون بأي اتفاقيات، ويتضح ذلك من خلال دراسة السلوك السياسي الإسرائيلي، وتطبيق الاتفاقيات التي عقدها القادة الإسرائيليون مع الفلسطينيين. ففي خلال الفترات التي التزم فيها القادة الإسرائيليون بعدم بناء المستوطنات، كانت عملية بناء هذه المستوطنات تتم بشكل سريع. وعلى سبيل المثال فقد شهدت الضفة الغربية أكبر عملية توسع في بناء المستوطنات خلال فترة حكم باراك رغم التزامه المعلن بعملية السلام مع الفلسطينيين وعدم بناء المستوطنات. كانت الحكومة الإسرائيلية تدعي أن بناء هذه المستوطنات تم بشكل غير قانوني، لكن الحقيقة التي يكشفها جون روز في كتابه خرافات الصهيونية أن الحكومات الإسرائيلية كانت تقوم بتشجيع المستوطنين على إنشاء هذه المستوطنات وترفض تطبيق القوانين عليهم. ما يهمنا في ذلك هو أن القادة الإسرائيليين يكذبون بشكل مستمر ويخدعون العالم ويحاولون تغيير الواقع على الأرض بينما يقومون بالتفاوض. ومع ذلك فقد استطاعوا أن يروجوا لخرافة هي أنهم يحترمون التزاماتهم واتفاقاتهم، وابتلع الزعماء العرب تلك الخرافة حتى أن أحدهم قد روجها في خطاب له قائلاً إنه عانى كثيراً من عملية التفاوض معهم، لكنهم في النهاية يحترمون توقيعهم، والواقع يؤكد أن هذه الخرافة تتناقض مع التاريخ والواقع. لذلك يأتي الإسهام التاريخي الذي قدمه جون روز، حيث كشف عملية الكذب وصنع الخرافات التي تميز التاريخ اليهودي، وربما يكون هذا من أهم ما يميز الشخصية اليهودية، ويعتبر مدخلاً مهماً لتفسير أحداث التاريخ. ولقد راجت خرافة في العالم هي أن اليهود عباقرة، وأنهم قدموا الكثير من الإنجازات العلمية ويشيرون إلى بعض الأسماء التي اكتسبت شهرة واسعة في العالم وربما يكون من أهمهم دار ون وفرويد. لكن الحقيقة التي يمكن أن يكتشفها كل من يدرس التاريخ بعمق أنهم عباقرة فقط في الكذب والتضليل والدعاية وصنع الخرافات وتشويه الواقع. كما يمكن أن يكتشف أن تلك العبقرية ناتجة عن عملية تشكيل ديني وثقافي تمت منذ عهد السبي البابلي حتى الآن، هذه العملية صنعت المبررات الدينية للإسرائيلي لكي يكذب على الآخرين ويخدعهم لكي يحقق أهدافه. وهو يكذب على الآخرين لأنه يشعر بأنه أفضل منهم، وبالتالي فإن الكذب والخداع لا يشكل جريمة، فهو ينتمي إلى شعب الله المختار، وعليه أن يحقق أهدافه، فهذه الوسائل مبررة دينيا طالما أنها ستحقق للشعب المختار أهدافه، لذلك فإننا يجب أن نهتم بدارسة الجريمة الثقافية الدينية التي ارتكبها حاخامات اليهود في حق البشرية، فهي جريمة احتقار للإنسان كجنس وتحويل اليهود إلى حالة عنصرية فأصبحوا يعبدون ذاتهم ويتعالون على البشر، ويرتكبون الجرائم ضد الإنسانية ويجدون لكل تلك الجرائم مبررات دينية وثقافية. في ضوء ذلك يمكن أن نفهم سلوك الجندي الإسرائيلي في الحروب المختلفة، فهو يتسلى بقتل الأسرى المصريين في حرب 1967، وهو يتلذذ بقتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم في غزة، ويعتقد أن ما يقوم به من قتل وتدمير هو عبادة لرب إسرائيل.. وهو يكذب ويتحرى الكذب ويخدع العالم ويروج الخرافات لأنه يعتقد أنه فوق البشر!!