13 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة تثبت للعالم أن الحق لا ينقطع عن الأمة

06 ديسمبر 2023

في حديث عن معاوية رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس» متفق عليه. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين، حتى تقوم الساعة»، ما قام به أبطال غزة هو إحياء سنة فضل ثبات الحق والعمل به، وللرد على من يقول بأن ما قام به الأبطال مجاذفة وتسبب في قتل شعب غزة، نرد عليه بأن من يريد أن يثبت حقه لا ينتظر النتيجة التي يسفر عنها إقدامه على إثبات حقه، وكم من شعوب أفنت الملايين من أجل الثبات على حقها في أرضها والتاريخ يحكي لنا الكثير من هذه البطولات التي راح ضحيتها الملايين وفي النهاية أصبحت أساطير بطولية لا يغفلها التاريخ طالما بقيت الحياة تدب على كوكب هذه الأرض. أبطال غزة لم يحيوا للعالم الإسلامي سنة فضل ثبوت الحق فقط وإنما ذكّروا العالم بما ينادي به ديننا الحنيف في التعامل مع الأسرى وأن الإسلام جاء ليقر مبدأ السلام بين الشعوب والأمم، معتبراً السلام هو الأصل والحرب هي الاستثناء، ورغم ذلك لم يتغاض عن وضع قوانين للحرب في حالة وقوعها، وقد وضع الإسلام عدة أسس للتعامل مع الأسير، وكفل له حقوقاً تحفظ سلامته وأمنه وكرامته. القسوة مرفوضة يقول العلماء: يحرم الإسلام التعامل مع الأسير بقسوة أو تعريضه للمهانة والذل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على جيش أوصاه ومن معه من المسلمين بقوله: «لا تغلوا ولا تقدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا شيخاً»، وقال يوم فتح مكة: «ألا لا يقتل مدبر، ولا يجهز على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن»، والإسلام حث على معاملة الأسير معاملة كريمة لا تهان فيها كرامته ولا تنتهك حرمته، وهذا ما فعله أبطال غزة حينما أفرجوا عن الأسرى اليهود لم يجدوا منهم غير المدح والثناء على المعاملة الطيبة التي لاقوها هناك وقالوا عنهم شعرا ونثراً أغاظ وحيّر كل الأعداء والمتواطئين مع الصهاينة. متلازمة غزة حدثت في السبعينيات عملية سطو على أحد البنوك وكان بطلها شابا يدعى (ايريل اولسون) وفكر أن يأسر عددا من الرهائن من موظفي البنك حتى تخضع الشرطة السويدية لشروطه وبالفعل خضعت الشرطة لشروطه وكان أحدها هو أن يأتوا به بأحد المجرمين المسجونين ليساعده في هذه العملية وسيارة للهروب بها من البنك، وكانت الشرطة حريصة على عدم التعرض لهم خوفا على حياة الرهائن المأسورين، وبالفعل خلال خمسة أيام من حجز الرهائن تولدت علاقة حميمة بين الخاطفين والأسرى وكانت معاملتهم حسنة معهم لدرجة أنهم رفضوا الخروج لوحدهم عندما طلبت الشرطة ذلك وفضلوا أن يخرجوا مع الخاطفين لعدم تعرض الشرطة لهم، وحلل أحد العلماء النفسيين حسن معاملة الخاطفين والعلاقة الحميمة التي تولدت بين الطرفين وسماها (متلازمة استكهولم) وذلك لتعاطف الأسرى والمخطوفين مع خاطفيهم ونشأت بينهم علاقة بعد الحادثة وزيارات لهم في السجون بل قاموا بحملة تبرعات لجمع تكاليف المحاماة للدفاع عن الخاطفين، وكانت قصة اشتهرت في ذلك الوقت وتم تأليف مسلسلات وأفلام وروايات عنها، وما حدث في هذه الواقعة في استكهولم هو بالضبط ما يتكرر الآن في غزة عندما تم إطلاق سراح الأسر الإسرائيلية، وكان منظر الطفل (محمد نزال) الفلسطيني الأسير وهو خارج من سجون الاحتلال ويديه تحت الجبص وهو يلعن من أسروه، وينتظر اليوم الذي ينتقم فيه منهم، ومنظر الأسيرة الإسرائيلية (دانيال) وبنتها وهما خارجتان من مكان كله إنسانية ورحمة ورأفة وصفت ذلك في رسالة مطولة قالت فيها (يبدو أننا سنفترق غدا ولكني أشكركم من أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها لابنتي ايميليا وكنتم معها مثل الأبوين)، وعبارات أخرى مليئة بالشكر والثناء على أبطال غزة الذين كانوا يأسرونهم، هذا هو الفرق بين معاملة المسلمين الحقيقيين ودعاة حقوق الإنسان المزيفين. كسرة أخيرة ختاما لا نملك سوى الدعاء لأهلنا في غزة وننتظر أن تنهض أمتنا العربية والإسلامية وتنقذ ما تبقى من خطة صفقة القرن التي أعلنها الغرب ومن ضمن بنودها تهجير أهل غزة إلى سيناء وأهل الضفة إلى الأردن، ونقول للغرب واليهود (حتى لو قتلتم كل الأطفال، موسى واحد سينجو» ولن تفلت إسرائيل من قدر الله في هلاكها لظلمها وإفسادها، وفرعون قتل الأطفال خوفاً من ظهور موسى، وحين جاء قدر الله تربى موسى في قصره، ونجا موسى وهلك فرعون كما سيهلك اليهود قريبا بإذن الله، وسينتصر أهل الحق، وستُهزمون.