قمة الدوحة.. وتعزيز التعاون المشترك

جاءت نتائج أعمال الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لتجسد المواقف الراسخة لدول الخليج إزاء القضايا والتحديات الكبرى التي تواجه المنطقة والعالم من جهة، والعمل على تعزيز مكتسبات مجلس التعاون في شتى الـمجالات الاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية، بما يحقق تطلعات دول المجلس والشعوب الخليجية. لقد جاء انعقاد هذه الدورة الجديدة للقمة الخليجية في ظل أخطر التحديات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها التطورات الجارية في الاراضي الفلسطينية والعدوان الاجرامي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصا في قطاع غزة، وما نجم عنه من كارثة إنسانية غير مسبوقة ومجازر يندى لها جبين الانسانية، حيث يواصل الكيان الاسرائيلي انتهاك كافة الـمعايير والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية من خلال ما ترتكبه قواته من جرائم ضد الإنسانية. استحقت قمة الدوحة، بحق، أن يطلق عليها قمة القضية الفلسطينية، وقمة تعزيز العمل الخليجي المشترك، وقد جاءت كلمة سمو الأمير لتعكس اهتمام أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون بتعزيز مكانة مجلس التعاون إقليميا ودوليا، وبالعمل الجاد من أجل تنمية وتعزيز العمل الخليجي الـمشترك بـما يحقق مصالح دول المجلس وتطلعات شعوبه، فضلا عن التركيز الكامل على تكثيف التشاور والتنسيق بين القادة بشأن العمل على إنهاء العدوان الهمجي، والتوصل إلى وقف شامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية، ودعم الجهود للعودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الـحل العادل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين. إن إعلان الدوحة يطلق مرحلة جديدة في طريق الوحدة الخليجية ويؤسس للمزيد من النمو والازدهار في المنطقة، فضلا عن الاسهام في ترسيخ الأمن والاستقرار في الـمنطقة والعالم.