10 سبتمبر 2025
تسجيلالشعور الذي نعيشه الآن في قطر مع بطولة فيفا كأس العالم لكرة القدم، لا يمكن وصفه بالكلمات ولا حتى بالصوت والصورة، الشعور الذي أعنيه يجب أن يُعاش بشكل مباشر كي يشعر الإنسان به، شعور بهجة ووحدة واتحاد يجمعنا حول كرة القدم، الجماهير من جميع الجنسيات والدول والخلفيات، يتحدون مع بعض ببهجة وتشجيع لمنتخباتهم بدون خوف أو غضب أو أي مشاعر سلبية تعكر صفو هذه التجربة الرائعة، الجميع سعيد وآمن، السعودي يضحك مع الأرجنتيني.. المكسيكي يودع التونسي.. السنغالي يهنئ البرازيلي.. المغربي يحمل العلم الفلسطيني.. الأمريكي يواسي الإيراني.. الياباني يبارك للإسباني.. والكرواتي يرقص مع البولندي.. والقطري يستضيف ويجمع العالم. الكل سعيد، الكل راض.. الجميع مع عائلته وأصدقائه، وهذا ما أحببته وأحبه الكثير في هذا المونديال، وأقصد أن الجميع مع عائلته وأصدقائه، فقد أعطى هذا المونديال الفرصة للناس لاصطحاب عائلاتهم وأبنائهم في الملاعب والاستمتاع بأجواء المونديال بكل يسر وسهولة وأمن و أمان، فلا كحول في الملاعب ولا حالات شغب حول الملاعب أو الشوارع، بل حالة مستمرة من التشجيع والبهجة داخل الملاعب وخارجها. ومن أجمل المشاعر التي اجتاحتنا أيضاً شعورنا بحب العرب ودعمهم لبعضهم البعض، فكل العرب في قطر كانوا يشجعون خمس دول، نعم خمسة دول، قطر والسعودية والمغرب وتونس وفلسطين، كل العرب فرحوا عند فوز المنتخبات العربية في مبارياتها وكلهم حزنوا عندما خرجت المنتخبات العربية من المونديال. الشعوب العربية توحدت في قطر رغم توترات بل وعداوات الحكومات العربية في بعض الحالات، في قطر حمل حاكمنا وأميرنا سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله علم السعودية والمغرب وتونس، وشجعت الشعوب العربية معه المنتخبات العربية بكل قوتها وهمتها. في قطر، نسي الجميع خلافاته واستذكروا دروس الأخوة في العروبة والإسلام والإنسانية ولا أجمل من هذه المشاعر. الجميع يتمنى لو يستمر المونديال لأكثر من شهر، الكل مستمتع بهذه الأجواء حتى الجماهير التي خسرت منتخباتها لا تزال موجودة في قطر لحضور المباريات الأخرى والاستمتاع بأجواء هذه البطولة التي ستخلد في التاريخ كأفضل مونديال يحدث في تاريخ كأس العالم فيفا لكرة القدم، ونحن الجماهير التي حضرت هذا المونديال، لن ننساه ولن نتجاوز هذه المشاعر التي نشعر بها الآن أبداً.