16 سبتمبر 2025

تسجيل

ابدأ اليوم

06 ديسمبر 2020

نحتاج التغيّر دائماً خاصة وأننا نعيش في عالم متغيّر المعالم، المناخ، الفعاليات وفي كل ما يحيطنا، نقرر أن نسافر لنغيّر في الأماكن والمشاهد والجو، نغير بيوتنا أحياناً لتكون أكبر وأوسع، نغير سياراتنا نغير الكثير من مقتنياتنا ويطال التغيير وظائفنا أحياناً، نسعى للتجديد دائماً لكسر الروتين وللشعور بالانتعاش، فالتغيير يتيح لنا مجالاً لاكتشاف أمور لم نفكر فيها سابقاً، وكلما اتجهت للتغيير، كلما جدّدت في نفسك وكبرت طموحاتك وتغيرت أهدافك وسعيت للتميز لا للنجاح فقط! وعملية التغيير مهمة لكن أهمها تغيير الجوانب السلبية في ذاتك، ومحاولة اكتشاف نقاط ضعفك وتقويتها أو استغلالها بما يفيدك، وتغيير النفس عملية ليست سهلة لأنها تحتاج إلى إرادة قوية وإصرار وعزيمة وتحتاج إلى غوص في أعماق النفس ومعالجة السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات. البعض قد يلجأ لأخصائي نفسي لمساعدته على ذلك، أو قد يلجأ لأحد المقربين إليه ليفكر معه بصوت عالٍ ويضع يده على نقاط الضعف في شخصيته، والبعض يرفض المساعدة من الآخرين فيعكف على علاج نفسه وتغيير أفكاره التي لا تخدمه في التعايش مع نفسه ومع مجتمعه المتغير، فيبدأ بالتخلص من الأفكار والمعتقدات والتصرفات التي تتسبب بأرق له وتصعب عليه التعايش مع الآخرين، والتغيير المقصود هنا ليس بالتخلص من المعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية الإيجابية، بل تلك الأفكار التي تسيء للشخص أكثر مما تفيده وقد تخسره الكثير مادياً أو إجتماعياً، أو تلك التي بسببها تتراكم عليه الذنوب والسيئات. التغيير ينبع من الداخل بدليل قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، لذلك لن تهتدي ولن يصبح طموحك أكبر ولن تتعامل مع الآخرين برقي ولن تفعل الخير ولن ترضى على نفسك، إلاّ عندما تقرر التغيير وتنبذ تلك الصفات السيئة التي تعيش بك والتي للحظة قد لا تعتقد بأنها سيئة، اِبدأ ولا تعتقد أن الوقت متأخر على التغيير، فمتى ما قررت كان هو الوقت المناسب الذي تتغير فيه ولا تردد: هذه أطباعي وصعب أتغير، فليس هناك مستحيل طالما أن لديك الأصرار، ولا تعتقد بأنك ستكون متخلفا عن البقية في حالة تغييرك، بل بالعكس أن تتغير عنهم أفضل بكثير من أن تبقى مثلهم، فلا تعلم قد تكون أنت سبباً لتغيير غيرك. غيّر في هيئتك واهتمَّ بشكلك وبصحتك، غيّر في الأماكن التي تتردد عليها، غيّر من أسلوبك إذا كان فظّاً، أو إذا كنت عصبياً وحساساً بشكل مفرط، غيّر في معلوماتك واقرأ أكثر ونّوع في قراءاتك وانفتح على ثقافات جديدة، إن كنت لا تُمارس الرياضة غيّر من نفسك وداوم عليها، إن كنت مدخناً قرر التغيير واترك التدخين، إن كان كل من حولك ينبهك عن تصرفاتك، ويقول لك أنك سيء، فلا تكابر وحاول أن تكون أفضل وفاجئ الجميع بتغيّر حقيقي لا مؤقت وزائف! البعض يعاني من الشك، ومن الوسواس، ومن الخوف من الأمراض وغيرها من الصفات، استمعوا لذواتكم ولا تعذبوها واجعلوها في مقدمة الأولويات وعيشوا أولاً من أجل أنفسكم، ثم أرضوا الآخرين، تصالحوا مع ذواتكم وأرضوها ولا تكلفوها فوق طاقتها لتعيشوا سعداء. لا تطلب من الآخرين التغيير، اِبدأ بنفسك أولاً وقُـدْ حملة التغيير! [email protected] @amalabdulmalik