15 سبتمبر 2025

تسجيل

تعلم كيف تستخدم هذا المضاد

06 ديسمبر 2014

سير الأمور على خير ما يرام في الداخل ينعكس بجماليته إلى الخارج؛ لذا نجد أن من يعيش على وفاق مع ذاته وهو ما ينبع من الداخل، يستطيع معايشة ما يحيط به من الخارج بكل يُسر حتى وإن خالطته الصعوبة، في حين أن من يواجه العديد من المشاكل التي تمنعه من التأقلم مع محيطه الخارجي يكون ومن الأصل على خلاف لا يُستهان به مع ذاته في الداخل؛ لذا يصعب عليه تقبل ما يجده وإن لم يكن ليشكو من أي خلل، وحين نعود إلى هذا الأخير لسؤاله عن عدم قدرته على تقبل ما قد وُجد من أمامه نجده يتعثر بإجابات غير مقنعة مهما حاول شرحها إلا أنها تظل غير مقنعة بالنسبة له، فكيف هو الوضع وحين تكون موجهة للآخرين، مما لاشك فيه أنها ستظل كذلك حتى يدرك تمام الإدراك أن الخلل يكمن فيه، وكي يعالجه فلابد وأن يقر بأنه كذلك، ويسعى إلى معالجته وبشكل جدي. حقيقة فإن المشاكل التي نعاني منها كأفراد تختلف مستندة في ذلك إلى قدراتنا على التحمل، إضافة إلى الوعي الذي نتمتع به، ويمكن أن يميزنا عن غيرنا، وهي تلك التي ترجع وفي نهاية المطاف إلى مشاكل نفسية يمكن أن تنجم عن كآبة، أو تأخذنا إليها، وهو ما يمكن أن نقف له بالمرصاد إن أدركنا حقيقة ما يحدث لنا فعلاً، وحرصنا على معالجته على خير وجه.أحبتي إن الحديث عن الوضع النفسي لكل فرد منا كخوض بحر يحتاج لسباح ماهر يدرك ما يفعله، فالأمر لا يقف عند حد السطح فحسب، بل انه ما يتطلب الدراية التامة بما في الأعماق، ولكن يكفينا من هذا كله أن ندرك تلك الآثار الواقعة علينا بسببه، إذ لا تخلو الحياة من الأفراد الذين يعانون من تأزم الوضع النفسي؛ لأسباب وإن اختلفت إلا أنها ومن الممكن وأن تصل بهم إلى (الكآبة) التي تعيش على موت السعادة، فهي والحديث عن (الكآبة) تنهش عظام الحياة، وتجعلها صعبة إلى حد ما، لا يمكن تجاوز مشاكلها بسهولة ما لم يتوافر المضاد القادر على تقليصها حتى تنتهي ونتخلص منها، ومن المضادات المعروفة والقادرة على تقليص الكآبة حتى القضاء عليها (الصداقة)، والصحبة الطيبة التي تطيب معها الحياة وتصبح أجمل بكثير، فما تبثه الصداقة من حياة إلى عروق الحياة يجعل كل العقبات تزول، فالصديق أقرب الناس إلى صديقه يلازمه ويرافقه، ويساعده على فعل الخير؛ ليقدم أفضل ما لديه، وهو ما سيضفي للفرد والجماعة من بعده الكثير والكثير مما يمكن أن يزول ما لم يتواجد، أو وبكلمات أخرى متى تحول الصديق إلى مصدر حقيقي للكآبة، وهو الموضوع الذي شغل بال الزاوية الثالثة، وحرصنا على طرحه؛ كي ندرك الحلول التي يمكن أن تكون ناجعة مع صديق قد يتحول لمصدر حقيقي للكآبة.من همسات الزاويةالصداقة منزلة لا يحق لأي فرد أن يحظى بها، إلا إن توافرت فيه كل الصفات التي تسمح له بأن يبلغها تلك المنزلة، وهي تلك الصفات التي تدركها أنت أكثر من غيرك؛ لأنك الوحيد المعني بالأمر، والقادر على تحديد ما تريده ويُسعدك، ولكن يكفي أن تعلم أنك وإن وجدت في الآخر حرصاً منه على أن تكون الأفضل، ورغبة مُلحة على أن تكون بخير، والتزاماً حقيقياً على أن تدرك معنى السعادة وبكل الوسائل الممكنة والمشروعة فهو ودون شك يرغب بك صديقاً يدله على الخير، ويُبعده عن الشر، ولن تخسر أي شيء طالما أنك معه، وعليه فإن أدركت ما قد ذُكر من قبل في غيرك، فلتعلم بأنه ذاك الصديق الذي تحتاج إليه في حياتك.