12 سبتمبر 2025

تسجيل

تعلم كيف تحب

06 ديسمبر 2011

فعلاً الحياة (أخذ وعطاء)، وكما ذكرت لكم أحبتي ومنذ أعوام مضت بأن "كل ما يخرج منا لابد وأن يعود إلينا من جديد"؛ لأنها سُنة الحياة، وما جُبل عليه الواقع الذي نعيشه، وإن اختلفنا حول مفهومه الحقيقي، ومما لاشك فيه أن كل ما يخرج منا ويحمل عبير الأعمال الطيبة سيعود ريعه لنا، وسيُضيف على (رصيدنا الحياتي) من هذه الحياة الكثير الكثير، والعكس وارد وصحيح، خاصة حين يتعلق الأمر بالأعمال السيئة التي تفوح (عفونةً) نحسب بأننا نُبعدها عنا حين نوجهها نحو غيرنا بنية التخلص منها، ولكنها تعود إلينا من جديد وإن كان ذلك بعد حين، لا يدركه إلا الله. من الأشياء الجميلة التي نُقدم عليها، ونقدمها؛ للتعبير عن هويتنا الإنسانية (الحب)، وهو الفضاء الرحب الذي أخذ كل واحد منا حق إطلاق الأحكام التي تروقه عليه فيه؛ ليفعل ولكن من زاويته التي يحسبها الأمثل، والحق أنها تكون كذلك بالنسبة له، فلا ينطبق الأمر على الجميع ما لم يكن الإتفاق، وتتم الموافقة. واليوم سيكون حديثنا عن (الحب) الذي يستحق بأن يأخذ نصيبه منا؛ ليسحق كل المشاعر السلبية التي لا تستحق بأن تكون أصلاً، وعليه فسنخضع لجملة من الأسئلة التي سندرك من خلالها الكثير عنا، وعما نملكه من مشاعر صادقة لابد وأن تكون، وعلى رأسها: 1 — ما الذي يستحق حبك؟ لتخرج الإجابة فرحة بنفسها بكلمات صادقة كالتالي: كل ما يدرك ما تكون عليه، ويفهم أحلامك، ويصدقها طموحاتك، ويؤمن بأنك تستطيع العطاء يستحق حبك، كل من يفتخر بك وبكل انجازاتك، ويتباهى بها أمام الجميع في كل المناسبات والمحافل يستحق حبك، كل من يدرك البصمة التي تتركها على جبين الأيام تعبيراً عن حبك له يستحق حبك، وكل من تشعر بجواره بمعنى الإنتماء لاشك يستحق حبك. 2 — لماذا تحبه؟ لربما يراودك هذا السؤال حين تشعر بأنك تكن أجمل المشاعر التي تُنعشك دوماً، وتسأل لماذا نحب هذا تحديداً؟ ويكون لتلك الإجابات التي كانت للسؤال السابق حقاً من التكرار، ولعل للإجابة الأخيرة منها النصيب الأكبر من الأولوية، فأكثر ما يوده القلب هو أن يشعر بالإنتماء مع من يُكرس كل لحظاته من أجله، إذاً فهو الشعور بالإنتماء ما يُفسر معنى الحب حتى هذه اللحظة. 3 — كيف تحبه؟ حين تحب فإنك تشعر بالضياع وسط الخيارات التي تسعى إليها؛ لتعبر عن حبك الحقيقي، فتشعر بأنك تريد تقديم العالم كله جملة واحدة؛ لتدرك من خلال ذاك الفعل الذي أقدمت عليه موقعك من الإعراب. حين تحب تبذل دون أن تراقب نفسك، وتعطي دون أن تحاسب؛ تلبية للثقة التي تتملكك. حين تحب ترغب بفعل كل ما يُعبر عن درجة التلاحم التي بلغتها مع الآخر. حين تحب وتتلاحم تسعى إلى توضيح معنى الإنتماء فعلاً لا قولاً. 4 — كيف تعبر عن حبك له؟ بعد أن تدرك أنك قد خضت كل تلك المراحل تصل لمرحلة كيفية التعبير عن حبك، ومن جديد تصنف كل الخيارات المُتاحة وغير المتاحة أيضاً؛ كي تنطق به حبك أمام الجميع دون أن يقطع الخجل عليك الطريق، وبطريقة تسحر الجميع، فمن عساه يكسب حباً عظيماً لا تصفه الكلمات في جولة واحدة ليفوز بها دون أن يمزقه الفرح؟ وأخيراً حين تصل لهذه المرحلة النهائية فسنطرح عليك هذا السؤال: هل تحبه فعلاً؟ وقبل أن تُجيب سأخبرك بأن هذا المقال وما يحتويه من كلمات هو إهداء للوطن وسط الأجواء الوطنية التي نعيشها هذه الأيام، وكل هذا الحديث يمكن بأن نوجهه كيف نشاء ومع من نشاء، غير أن المعني هنا هو (الوطن) الذي وبلاشك نحبه، ولكن يجهل بعضنا تجسيد معنى ذاك الحب في صورة وطنية تليق به، فيقوم بأمور غريبة لا تعبر عن الحب أبداً، ولكنها وبالنسبة له كذلك، وكل ما نرجوه من خلال هذا المقال هو أن نفكر ملياً بحبنا لهذا الوطن، وكيف يمكننا التعبير عنه بطريقة راقية تترجم هذا الحب، وتترجمنا أيضاً أمام العالم بأسره. فكر ملياً كيف تحب، وفكر كيف تُعبر عن هذا الحب، ولاشك سنلتقي من جديد، وحتى حين فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]