14 سبتمبر 2025

تسجيل

موسم الهجرة من الربيع العربي!

06 نوفمبر 2013

الصدمة والخيبة في الوضع المزري الذي يعيشه العالم العربي لا حدود لها حتى بعد مرحلة الثورات وإفرازاتها ومؤشراتها المحبطة، تقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية الاخير عن المنطقة، يذكر أن السياسات الاقتصادية وضعف هيكليات الحوكمة الديمقراطية والاقتصادية أدت إلى انحراف المحفزات الاقتصادية عن مسارها، وأن المنطقة العربية تسجل أعلى معدلات الهجرة لدى المتعلمين وأصحاب المهارات، وتعتبر معدلات البطالة في العديد من دول المنطقة ولدى الشباب المتعلمين تعادل أو تتخطى معدلاتها لدى الشباب الأقل تعلما، كما أن العمال المتعلمين لا يتقاضون أجرا أعلى بكثير من العمال الأقل تعليما.المعضلة الكبرى تمثلت في طرح التساؤلات التالية خصوصا في بلدان الربيع العربي؟ لماذا يُعرض شباب في مقتبل العمر أنفسهم للموت من خلال الهجرة غير الشرعية أو السرية إلى خارج الوطن، وقد انزاح عن بلادهم شبح الدكتاتورية والفساد؟ المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ذكر في دراسة حول خاصيات المفقودين في عمليات الهجرة السرية، أن 46 في المائة من المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، وأن فئة كبيرة منهم من التلامذة وهو معطى جديد يدل على وعي هذه الفئة الأخيرة بانسداد الآفاق، خصوصاً أمام ما تشاهده من تفشي البطالة في أوساط البالغين، ما يجعلها تحاول إيجاد حل بصفة مبكرة. وأثبتت الدراسة أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين يأتون إما من الأحياء الشعبية، خصوصاً في العاصمة، أو من المناطق الريفية الداخلية التي تعـــيش فقراً مدقعاً. ومن مصر يركب اللاجئون السوريون البحر بقوارب صيد في رحلات غير مأمونة وغير مضمونة النتائج، مخاطرين بحياتهم وأموالهم بهدف الوصول إلى شواطئ أوروبا لطلب اللجوء، أما في العراق فيشير عبد الكريم اللامي الى انه إضافة إلى عوامل عديدة منها الاضطرابات السياسية والوضع الأمني والفقر، الهجرة، تمثل رغبة ملحّة للشباب العربي للبحث عن الذات واستثمار ما يمتلك من طاقة في تحقيق طموحاته.لقد تحول العالم العربي إلى مكان يضيق حتى بأهله وناسه، إلى منطقة موبوءة طاردة للإنسان العادي والبسيط الباحث عن لقمة العيش الكريمة، فما بالك بالموهوبين والمتميزين والمختلفين عن الآخرين!