13 سبتمبر 2025

تسجيل

الغضب الآتي

06 نوفمبر 2012

السماء صافية الجو بديع أجهزة الرصد بمختلف مسمياتها ومجالاتها تعمل جيداً.. كل الدلائل تشير إلى أن الأمور على مايرام.. التقدم والتكنولوجيا الحديثة في أزهى عصورها، نظام المراقبة والسيطرة المتطور والذي لا يمكن اختراقه، وقوات عسكرية هائلة تعمل في كل مكان، وأقمار صناعية تجوب السماء كالشياطين، تسترق السمع وطبيعة خلابة؛ إنه عالم متكامل حرية وديمقراطية عقول تفكر وتخترع ما يسعد بني البشر، في مجالات شتى طبية اجتماعية علمية.. وأخرى لتدميره ولجلب الشقاء والمعاناة له، تديرها احيانا أجهزة آلية صنعها الإنسان وخفافيش الظلام الطائرة يصيبها الغباء والعمى تبحث عن أشباح وعن مشتبه فيهم بين فترة وأخرى، مرة تصيبهم ومرات تصيب أبرياء لا ذنب لهم بسبب غباء آخر، يريد أن يهاجم ابرياء قد لا يكون لهم ذنب في سفارة أو مجمع أو يفجر سيارة في وجه المارة.. لا يهم من يموت، ولكن لابد أن تكون هناك خسائر لأسباب قد لا تكون وجيهة، او لتداعيات سياسة الكيل بمكيالين!! فهي أم المصائب؟؟ ودول توجه اقتصادها للصرف على مفاعلات نووية، بينما شعوبها في عوز، وأشخاص خيّرون يريدون أن يصلحوا بين الشعوب من أجل العيش بسلام، خلقهم الله من أجل هذا الهدف السامي النبيل، وآخرون يملؤون الأرض ظلماًَ وجوراً.. فهو يكلف الكثير بينما العدل هذا الطيب ليس له مكان، فأصبح كالغريب فكل الرسل الذين بعثهم الله ينادون به ولكن من يسمع؟؟!! ولكن بعد ما كانت السماء صافية؛ فجأة بلا سابق إنذار تتلبد السماء بالغيوم وتهل دموعها الغزيرة.. يهيج البحر.. فلم يعد ذلك الخير الذي نعرفه، ونسترزق من خلاله، تشتد الريح تهتز الأرض.. اضطربت هذه الأجهزة المتناهية الدقة وتسارعت أنفاسها وأخذت مؤشراتها الهادئة تطلق التحذيرات، وتقول: إنه غضب الطبيعة القادم، هذا المارد سوف يأتي وله عدة أشكال.. إنها رسائل شديدة اللهجة تأتي من عنان السماء، تقول: أيها الإنسان أيها الضعيف يكفي.. لن تستطيع مهما أُوتيت من قوة ومن جبروت، ومن تقدم علمي، ألم يُهدِك عقلك المبدع إلى كيفية التعامل معي، فأنا الجبار الحقيقي القوي وأنا العظيم الأوحد الذي لا قبله ولا بعده!! عظيم ذوالبطش الشديد الفعال لما يريد.. فلا جهاز صنعته يستطيع أن يدفع عنك غضبي، ولا أي سلاح تملكه، ولا ينفعك سوى رحمتي التي دائماً تسبق عذابي، فأنا أقول للشيء كن فيكون، وأنت لا تملك الوقت الكافي لكي تهرب منه أو تحتاط له، إلا بحسن عبادتي والإحسان إلى خلقي، وما هذه إلا رسائل بسيطة فأنت لم ترَ شيئاً بعد.. ونحن نقول الله عز وجل يغفر لنا الزلات والذنوب ويسامح، ولكن عندما نصر على المخالفات الصريحة ونتفاخر بقوتنا وتقدمنا، وإنها الطوق الذي يحمينا من دون الله، كما قال قوم سبأ: نحن أولو قوة وأولو بأسٍ شديد؛ عندها سوف نرى بعضا من أسلحة الله ودمارها الهائل الشامل، وبأسة الذي لا يُرد عن القوم الذين ظلموا انفسهم قبل غيرهم، من مختلف الديانات، بما فيهم نحن المسلمين؟؟ فبعد الربيع العربي وبعد هذا الظلم الذي نراه، ووقوف الكثيرين متفرجين، تبين أن الإسلام في واد وهم في وادٍ آخر، فهم يقتلون بني جلدتهم من المسلمين لا فرق بينهم وبين الوثنيين في بورما؟؟!! نسأل الله السلامة لنا ولبقية الشعوب، وألا يرى احد مكروها في كل مكان، وأن نأخذ هذه الرسائل الربانية على محمل الجد، ونترك الكوارث الطبيعية وشأنها، ونبحث عمن وراءها.. والله دائما يُمهل ولا يهمل، ونتعاطف مع الشعب الأمريكي المسيحي والمسلم في هذه الكارثة المؤسفة، والسلامة للجميع.