15 سبتمبر 2025

تسجيل

سنة أولى نجاح

06 أكتوبر 2021

احتفل المواطنون ببلدنا الحبيبة يوم السبت الماضي بالحدث الانتخابي الأول وخرجنا جميعنا فائزين في ذلك اليوم البهيج الذي سطر فيه شعبنا، ناخبين ومرشحين، أبهى صورة للمشاركة الشعبية، وتمت إعــلان الـنـتـائـج بـنـزاهـة تـامـة وحـيـاديـة مــع تـوفـيـر كـافـة الــوســائــل المساعدة لــوصــول الـنـاخـبـين إلـــى صـنـاديـق الاقــتــراع بكل سـهـولـة ويـسـر وأدلى الجميع بأصواتهم بـحـريـة تـامـة. وتزينت الصورة البهيجة لذلك اليوم بالإقــــبــــال الــكــثــيــف مــــن الـــنـــاخـــبـــين عــلــى مــمــارســة حـقـهـم الدستوري، واختتم الحفل البهيج بقيام لــجــان الانــتــخــاب فــي جـمـيـع الــدوائــر الانـتـخـابـيـة بـفـرز الأصـــوات عـلـى مــرأى ومـسـمـع هـــذه الــلــجــان الــتــي تـرأسـهـا قــضــاة وطنيون أشـــرفـــوا عــلــى عـمـلـيـات الفرز إشرافاً مباشراً، مما أكمل الصورة الزاهية لنزاهة الانتخابات الحرة، بـــالإضـــافـــة إلـــى وجــــود المـرشـحـين أنــفــســهــم أو وكـــلاء عنهم أثناء عملية الفرز، لذلك خرجت النتائج متوافقة مع إرادة الناخبين الحقيقية بـفـوز مـن حصل على أكـثـر عـدد من الأصـــوات الصحيحة الـتـي أعـطـيـت لـه فـي كل دائرة بعضوية المجلس. لماذا المرشحات لم ينجح أحد؟ لم تستطع المرأة كسر القيد الذكوري والفكري الذي وقف عائقاً أمام وصولها إلى الفوز في أول انتخابات لمجلس الشورى المنتخب في جـمـيـع الــدوائــر الانتخابية رغم وجود 27 مرشحة موزعات في 22 دائرة انتخابية، ولكنهن نجحن بالتأكيد في المشاركة الفعالة والقوية في الإدلاء بأصواتهن وساهمن بشكل كبير في فوز عدد كبير من المرشحين في أول مشاركة، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الموروث الثقافي من عدم الاقتناع بجدوى وصـول المــرأة إلـى مجلس الـشـورى بالرغم من أنـهـا أثبت خلال السنوات السابقة أنها جديرة بأي منصب سياسي أو تنفيذي، ونجاحها في كل المناصب التي شغلتها في جميع مرافق الدولة، كما أنها شاركت في مجلس الشورى السابق الذي جاء بالتعيين وأثبتن جدارتهن كعضوات في المجلس سواء مشاركتهن في اللجان أو في المناقشات التي جرت تحت قبة المجلس، بالرغم من أنه كان من الضرورة بمكان وجـــود المـــرأة الـقـطـريـة في مجلس الـشـورى الــذي بـات مـن اختصاصاته تشريع القوانين بما فيها التشريعات المتعلقة بالأسرة والطفل ومجالات عمل المرأة وحقوقها والتزاماتها في التشريعات المختلفة، ونأمل أن يجدن حظهن في الثلث الذي سيتم تعيينه، والسبب الآخر في عدم نجاح المرأة يعود إلى قلة وعي بعض الناخبين التقليديين الذين يدلون بأصــواتــهــم لأســبــاب عـائـلـيـة وأسـريـة ولأســـبـــاب شـخـصـيـة غــيــر مـــدركـــين لأهـمـيـة الممارسة الانتخابية التي تعد وسيلة لوصول مــن هــو الأكــفــأ وصــاحــب الـفـكـر والــرؤيــة إلـى المجلس ليساهم مساهمة فعالة فـي التنمية المستدامة في المجتمع. الجميع فاز في أول تجربة التفاعل الذي صاحب يوم الاقتراع في الانتخابات وتكبُد الكثير مشاق الوصول الى صناديق الاقتراع دليل على نجاح التجربة التي شهدها العالم أجمع، وكانت نتائجها مرضية للجميع رغم خلوها من أي مفاجآت تذكر، والأهم هو التساهيل التي قامت بها اللجنة المشرفة على الانتخابات وما قام به المتطوعون من مجهودات في توجيه الناخبين الى الأماكن الصحيحة للبدء في عملية الاقتراع، كما أن التغطية الإعلامية كانت مثالية في جميع القنوات المحلية التي نقلت الحدث أولاً بأول ومراسليها المنتشرين في جميع الدوائر الانتخابية بكل حيادية ومهنية لمسها كل من تابع التغطية الخاصة بذلك اليوم التاريخي، إذن بكل المقاييس جميعنا كان فائزاً. مسؤولية الأعضاء المنتخبين وهي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، ناخبين ومرشحين، وبعد انتهاء مرحلة الترشيحات، فالكرة الآن في ملعب الأعضاء المنتخبين الذين يجب أن يضعوا مصلحة الوطن قبل مصالحهم الشخصية، وأن يجتهدوا في إيصال تطلعات المواطنين الى مواطن صنع القرار ويساهموا مساهمة فعالة في اقتراح التشريعات القانونية التي تساهم في رفع مستوى المعيشة وتحقيق أهداف الدولة الرامية الى توفير العيش الكريم للمواطنين ولكل من يعيش على أرضنا الطيبة، وممارسة العضو لدوره الرقابي على السلطة التنفيذية والذي يتطلب وعياً كبيراً وثقافةً عالية حتى يتسنى له القيام بدوره المنوط به على أكمل وجه وعلى نحو يخدم جهود الحكومة في تحقيق التنمية، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في لجان المجلس المختلفة ووضع آليات لتفعيل هذه الرقابة في جميع المجالات الصحية والسياسية والاقتصادية والمالية وغيرها، ومسؤولية الناخبين تقع في عدم استعجال النتائج لإيفاء الأعضاء لوعودهم التي قطعوها أيام الانتخابات، لأن هناك وقتاً ليس بالقليل ينتظر الأعضاء لترتيب البيت الداخلي لمجلسهم من وضع اللائحة الداخلية وتشكيل اللجان الدائمة ووضع نظام أعمالها وآلية مناقشتها ودراستها للموضوعات المطروحة عليها، وهذا يتطلب على الأقل مدة سنتين من عمر الدورة الأولى للمجلس الذي يبلغ أربع سنوات. كسرة أخيرة يُنتظر من مجلس الشورى المنتخب مهمة كبيرة في سياق استكمال المسيرة الظافرة لدولتنا الحبيبة في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية، في الجانب المحلي هناك مسؤوليات قائمة تنتظره ومن أهمها الإسهام في مواصلة مسيرة التنمية ووضع بصماته من خلال المشاركة الفاعلة للأعضاء في طرح القضايا التي تهم المواطنين، وكذلك إبداء الأفكار المبتكرة التي تساهم في التطوير الاجتماعي والاقتصادي والاستثماري والرياضي والثقافي وغيرها من المجالات الحيوية الأخرى، والأمل معقود على المجلس من قبل المواطنين أن يقوم بأداء اختصاصاته التشريعية، وفي الجانب الدولي على الأعضاء المحافظة على ما وصلت إليه دولتنا الحبيبة من مكانة مرموقة بين دول العالم وحجزها لموقع متقدم يحظى باحترام المجتمع الدولي، وأصبحت دولة قطر لاعبا أساسيا في المشهد الدبلوماسي والسياسي العالمي، وجعلها تتصدر المشهد السياسي بصفتها من أبرز الدول الناجحة في الوساطة الدولية لحل النزاعات والخلافات المسلحة، وذلك من خلال الحضور الفاعل على المستوى البرلماني الدولي والعالمي. [email protected]