10 سبتمبر 2025

تسجيل

النوادي الرياضية الصحية

06 أكتوبر 2020

عبدالعزيز العبدالله عندما قررت أن أبدأ في ممارسة الرياضة، لا أخفيكم علماً بتغلغل الكسل إلى النفس وحضور التفكير السلبي وعدم الرغبة في الالتزام والتقيُد، وذلك على الرغم من توفر وقت الفراغ!. ويبدو أن هذا التفكير ليس إلا نداء من النفس التي تستهويها الراحة الجسدية وتستهويها النفس مما يطيب لها من الطعام دون قيود تُذكر وهذا الخط الأول للإحباط!. عند البدء في التمارين الرياضية وجد هُناك الصف الثاني للإحباط وهو تعليقات الأصدقاء وموجات من الكلمات المُحبطة، التي لا تخفى على الكثير منكم، كالجُمل ذات الطاقة السلبية الواحد كبُر في السن، اصنع لآخرتك بدلاً من الانشغال في دُنياك والبحث عن الصحة فالقدر مكتوب مهما صنعت وجُمل وكلمات مشابهة لها!. وهذه من المُغالطات التي كثيراً ما نراها اليوم، فعلى العكس إن من الدين أن يهتم الإنسان بصحته وبجسده طوال عمره، وأن يقويه لطاعته سبحانه، وهذا يشمل كُل مجال من مجالات الحياة من صلاة، عمل، تواصل مع الأقارب والأرحام. في القاعة الرياضية للأسف وجدنا نماذج من الرياضيين وصلوا إلى مرحلة من السُمنة وهي ما أُسميها بالسمنة المرضية فهي قد أصبحت سمنة مُفرطة!. فعندما ترى مراهقاً في الخامسة عشرة من عمره وأصغر من ذلك تتجاوز شحوم جسده أربعة أضعاف وزنه الطبيعي، تتساءل النفس أين هي الرقابة الأُسرية لهذا الطفل وكيف وصل إلى هذه المرحلة المُتقدمة دون تدخل أو ملاحظة؟. وقد نجد الإجابة في تلك الأخطاء الأُسرية الشائعة وهي عدم رغبتهم في حرمان الطفل من التغذية وإن كانت غير سليمة بحجة المحبة للطفل وترجمة هذه المحبة بعدم الحرمان مما تشتهيه نفسه!. ومن أمثلتها الإفراط في أكل الحلويات فوق المسموح بها كحصة يومية والمواظبة على أكل الوجبات السريعة بشكل شبه يومي، وهذا من الخطورة المطلقة على صحة الطفل والذي سينعكس على نموه البدني غير الصحي بلا شك والمعاناة النفسية التي سيُعاني منها وتصحبه في مجتمعه المدرسي خاصة والمجتمع الخارجي عامة. فليس من المحبة أن تُغذي طفلك ما يضُره حتى يتوقف عن البُكاء أو تُثبت له المحبة. فالمحبة هي في احتواء الطفل وتلبية احتياجاته فيما يُفيده ولا ضير من إشباع رغباته من الوجبات غير الصحية ولكن بشكل محدود وقد تكون مرة أسبوعياً، وسترون امتنان أبنائكم لكم عندما يتجاوزون سن المراهقة ورؤية ما أنقذتموهم منه!. وللأسف رأينا في تلك الصالة الرياضية نماذج من الشباب والذي يُفترض أنه في سن العطاء يشكون من أمراض عدة، وعلى رأسها مرض السكر وهو من الأسباب التي جعلتهم يشرعون في ممارسة الرياضة ونحن نشد على أيديهم ونتكاتف معهم للاستمرار، ولكن كان الأوجب أن يكون هؤلاء الشباب على دراية بأهمية الصحة وتأثيرها على حياتهم وجعل الرياضة منهج حياة لا أن تكون عاملاً مساعداً لا مُعالجاً طبعاً، وذلك بتخفيف آثار ما أصابهم من مرض. ومن الأمور التي تُسعد من يراها في النوادي الصحية تواجد فئة ممن هم في سن التقاعد أو من تجاوزوا سن التقاعد بكثير يمارسون التمارين الرياضية بجانب جيل الشباب وبحيوية تسعد لرؤيتها في أجسادهم وفي إصرارهم أن يحيوا حياة صحية دون انتظارهم لهرم تلك الأجساد وخمولها واحتياج ذلك الجسد إلى العون في الحركة والقيام بالمتطلبات الحياتية اليومية بمساعدة الغير. أخيراً إن في الاعتدال في كُل أمور الحياة الخير الكثير، وإن الرياضة والاعتدال بدءاً من التغذية السليمة أحد المناهج الصحيحة للحصول على جسد يعطي الإنسان الثقة في نفسه وحصوله على الصحة والطاقة التي تُعينه على كُل أموره الحياتية وتجعلها أفضل وأيسر، كما نتمنى أن تتغير نظرة الأهالي لمنظور الصحة لأبنائها من دعه يأكل ما يُريد دون حرمان إلى النصح والتشجيع على الرياضة والتغذية بكل ما يساعده على نمو جسدي وذهني سليم. bosuodaa@