11 سبتمبر 2025

تسجيل

كن كما أنت

06 أكتوبر 2017

في إحدى القرى النائية بشرق آسيا ذات العادات والتقاليد المحافظة وشديدة التطرف والانغلاق كان يعيش هناك رجل كبير له كلمته وهيبته واحترامه في القرية ويعيش مع أصدقاء له في كوخ صغير وبينما وهو في إحدى زياراته العلاجية لمدينتهم الصاخبة تعرف على إحدى النساء أحبها حبًا جما وقرر أن يتزوجها فوافقت وكان شرطها الوحيد أن يعيش معها في مدينتهم المليئة بالملهيات والمنفتحة كليًا وبلا محظورات ولا ممنوعات حاول أهل القرية إقناعه عن قراره لوجود اختلافات كبيرة بين عاداته وقيمه التي تربى وعاش عليها وبين المدينة جلس مترددًا قبل اتخاذ القرار ولكنه في النهاية مشى وراء عواطفه لا عقله وقَبِل شرط الزواج حازمًا أمتعته ليسافر للعيش في المدينة مع زوجته صارت الأمور كما يريدها وعاش حياةً هانئةً مستقرةً في أول أيام زواجه وبعد انتهاء شهر العسل بدأت المشاكل في الظهور رويدًا رويدًا بينهما لاختلاف الأفكار والقيم فعملت زوجته على مسح شخصيته وتغيير مبادئه وأصبح خاتمًا في إصبعها ومتحكمةً فيه وفي قراراته فأصبح رجلًا اسمًا لا مضمونًا وأصبح كل شيء بيد زوجته وهي الآمرة الناهية في المنزل وعليه التنفيذ ولكن الحال لم يستمر طويلًا وعاش في صدام داخلي مع نفسه فهو لم يعتد على هذا الانفتاح الكبير والسريع ولم يهيئ نفسه له لهذه الحياة الجديدة والمختلفة كليًا عما كان عليها وجلس في حالة من انفصام الشخصية لوقت من الزمن فلا هو استطاع أن يكون مدنيًا منفتحًا وبلا ضوابط ولا ممنوعات كما هي حياة زوجته ولا محافظًا منغلقًا كما في قريته ولم يعتد كذلك أن يكون تابعًا لأحد بل له ثقله ومكانته في القرية إلى أن أصابه اكتئاب نفسي حاد في نهاية المطاف قررت على أثره الزوجة أن تخلعه وتطرده من المنزل ليرجع بخفي حنين إلى قريته وبلا هوية ولا مكانة ليدفع ثمن فاتورة سياساته المتهورة وطيشه وتغيره السريع المفاجئ في نمط حياته وضرب عاداته وتقاليده عرض الحائط وعدم سماع نصائح الآخرين الأكبر منه والأكثر نضجًا وحكمةً عندما حاولوا إقناعه عن العدول عن قراره لتكون نهايته الحزينة الانتحار ويكون عبرةً لغيره.آخر الكلامشهر العسل خلص الله يعينكم على البصل....