19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أضع عقالي عالياً فوق رأسها في القرآن الكريم وردت كلمة "رجال" ليعني مفهومها أصحاب المواقف بينما وردت كلمة "ذكر" في الأمور التي لا تتطلب مواقفَ رجولية كالإرث مثلاً، فليس كل ذكر رجلاً. (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) رئيسة الأرجنتين المرأة الرجل أو المرأة كما هو مشتق معناها في الثقافة العربية ولغتها من "المروءة" ومن "المرآة" لأنها تعكس حقيقة العالم وليست فقط مجرد مرآة للرجل؛ وقفت الأسبوع الماضي موقفاً لا يقفه الرجال أو يندر أن يقفوه أمام الأمم المتحدة لتقول للعالم: إن الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة الأولى والوحيدة أو الأوحد عن أزمة الديون وأنها مع بريطانيا وفرنسا وأوروبا قد أفلست أخلاقيا وليست جديرة بقيادة العالم. إذن؛ أعلنت المرأة الشريفة النبيلة (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) أمام العالم إفلاس أمريكا ومعها دول الاتحاد الأوروبي أخلاقيا وحضاريا وثقافياًّ وأن ليس من حقها أن تقول للعالم ما هو الصح وما هو الخطأ. هاجمت (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) المعايير المزدوجة لأمريكا وحلفائها وسياستها المكيافيلية ذات الكيل بمكيالين ونفاقها وريائِها في تعاطيها مع قضايا العالم- بدءاً من الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة إلى الحرب على ما يُسمى "بداعش" وقالت إن من وصفتهم أمريكا وحلفاؤُها بالأمس أنهم " إرهابيون " أصبحوا اليوم في نظرها "ثوارا" وأنها وقفت مع من انقلب على ثورات "الربيع العربي" وصادرت أحلام الفقراء العرب في العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية. أليست أمريكا هي من وقف بقضها وقضيضها مع بريطانيا عام 1981 للأسباب غير الصحيحة تماماً في حرب (الفوكلاند) التي شنتها بريطانيا على الأرجنتين فقط لأن الأرجنتين أعلنت سيادتها على جزر (الفوكلاند؟) وهي تاريخيا وجغرافيا أرجنتينية. إنها المعايير المزدوجة ذاتها التي تحدثت عنها (كريستين فيرناندز دي كيرشنر.) صدقت والله وتالله وبالله (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) فتقريباً كل الحكومات شرقاً وغرباً وعَرَباً تهلل وتكبر لضرب ما يوصف "بتنظيم الدولة الإسلامية" المعروفة اختصاراً "بداعش". فقط لأن الولايات المتحدة الأمريكية أوهمتهم أن " التنظيم" بقوة كل الدول النووية الكبرى وغير النووية في الكون وأن قوتها لوحدها غير قادرة على مواجهة التنظيم. حجم القوة العسكرية والنفخ الإعلامي المستخدم ضد "التنظيم" يُعطي انطباعاً للمغيبين أن مسلحي التنظيم الذي لا يتعدى عددهم عن الثلاثين ألفا، أقوى عُدةً وعتاداً من أي حركة مسلحة ظهرت في تاريخ العالم القديم والحديث على حدٍّ سواء. يُقالُ إن قسيساً أمريكيا أسود - لم تحدد مصادري اسمه- أوهم بدوره الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) الذي يعتبر صديقاً مقربا له بأن "التنظيم" يختلف "روحانياًّ" كلياًّ عن مقاتلي (القاعدة) أو (طالبان) أو (حماس) لأن مقاتلي "التنظيم" يأتيهم مددٌ من السماء تفوق قوته كل قوى الدول الكبرى النووية وغيرها وهو – حسب القسيس- ما يفسر انتشار وقوة "التنظيم" في زمن قياسي الأسرع ربما في تاريخ العالم وأن ظهوره ينبئ حسب نبوءة نبيهم – وفقاً لِما قاله القسيس- من أن المقاتلين المسلمين سيهزمون الكفار وهي الدول الكبرى ومن يساندهم في الشام وافترض القسيس أن هذا هو الزمان أو ما هو قريبٌ منه زمان "المقتلة الكبرى". تقول المصادر إن الرئيس الأمريكي مَّرر الفكرة إلى حلفاء بلاده فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الأوروبيين والعرب وغير العرب عن خطر "التنظيم" دون أن يذكر نبوءة القسيس الذي أخبره بالفكرة. عِوضاً عن ذلك وإيثاراً للسلامة ذكر الرئيس (أوباما) الفكرة لهم على أساس استنتاج منه بناءً على تحليل للأحداث؛ لأن الأوروبيين يتحسسون من الغيبيات ويثيرون حولها التهكمات ويتهمون من يبني قراراتٍ سياسيةً وفقاً لها بأنه مهلوس وغيبيٌّ وغبيٌّ كما حدث مرةً مع (توني بلير) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الذي يُحتملُ نتيجة تأثره بالإسلام وزيارة بعض البلاد العربية واعتناق شقيقة زوجته للإسلام استعمل عبارة "إذا شاء الله" أو شيئاً قريباً من هذا، فبَهدلتْهُ الصحافة البريطانية ومرْمرَتْهُ ومسحت به الأرض واتهمته بأنه يرمي سوء قراراته على الغيبيات، ليتحلل من المسؤولية. إذن؛ يبدو أن نبوءة القسيس (؟) صديق الرئيس الأمريكي المقرب منه وتجنيد الإعلام الأمريكي والغربي الأكثر فاعلية والمكون الأساسي والأكبر للرأي العام هي من صورت للعالم أن "داعشاً" هذه هي أقوى قوى الكون. لأن ذلك كذلك فإن مواجهتها من الدولة الأقوى في العالم لوحدها لن يقضي عليها بل ولن يفتَّ حتى في عضدها ولابد لكل قوى الكون الكبرى والصغرى أن تشارك في إبادتها وإلا سيصبح وجودها خطراً على العالم كله. أكثر من ذلك؛ حتى رغم مشاركة كل القوى النووية الكبرى والقوى التقليدية الصغرى في القضاء عليها فإن ذلك سيتطلب-حسب الرواية أو الأُخدوعة الأمريكية- سنواتٍ طويلةً قد تتجاوز الثلاث سنوات وسيتطلب الأمر فاتورة عالية قيمتها خمسمائة مليار دولار على الأقل. الفاتورة قطعاً ستدفعها حكومات دول المنطقة صاغرةً المرتعدة فرائصها من "داعش" بفعل آلة البروباغانده الأمريكية والغربية التي تحقن حكومات دول المنطقة بوباء "داعش". منتهى الضحك على الذقون والسرقة في وضح النهار وعملية مفضوحة لتزوير الحقائق- هي الأكبر في التاريخ قاطبةً بلا شك ولا مراء. فعلاً، بدأت مصانع الصواريخ والقاذفات والطائرات إف 16 والسمتية ولاسيَّما (شينوك) الأمريكية تنتعش وتبعاً لها في فرنسا وبريطانيا بشراء السعودية والإمارات الأسبوع الماضي صواريخ وقاذفاتٍ بأكثر من عشرين مليار دولار في المرحلة الحالية ولماَّ يمضي على حرب "داعش" سوى أسبوعين. قطعاً المشتريات ستصل إلى أكثر من خمسمائة مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة على الأقل وسيختفي شبح تسريح أكثر من عشرة ملايين عامل في مصانع السلاح الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وستُضخ مليارات ربما شهريا في الميزانيات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وسيقل عدد العاطلين عن العمل وتنخفض مستويات التضخم الاقتصادي وترتفع الأجور وترتفع قيمة الدولار واليورو. الأهم من ذلك كله؛ أن تبقى دول منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي الحلفاء الرئيسيون للولايات المتحدة الأمريكية قوية ومتحدة ومتماسكة بأموال النفط العربي. في المقابل تظل دول العالم العربي متفرقةً متشرذمةً ممزقةً يتم إفقار البلدان النفطية فيها بشكل ممنهج عن طريق حقنها المتواصل بوباء "داعش". تلكمُ المعاني السامية عكستها وقفة (كريستين فيرناندز دي كيرشنر) أمام الأمم المتحدة. تحية كبرى (لِكريستين فيرناندز دي كيرشنر) صوت الحق والحقيقة.