08 أكتوبر 2025
تسجيلأصبح قانون التقاعد وكل خبر مرتبط به وبمواده هو الشغل الشاغل للمواطن خلال الفترة الأخيرة، وهذا أمر طبيعي ومشروع؛ لأنه يمس حياة كل شخص على رأس عمله.ولن أغوص كثيرا في مواضيعه وما تم تسريبه في الفترة الأخيرة، لأنني لست خبيرا في شؤون التقاعد، ولا مسؤولا في هيئته الموقرة، كما أن هناك الكثير من الأسماء القطرية الكبيرة التي كفت ووفت في تحليلها ودراستها للموضوع كل حسب فهمه واستطاعته.إلا أن أكثر ما استفزني للكتابة في هذا الموضوع هو: "رفع سن التقاعد للرجل إلى سن 67 وللمرأة إلى 62" أيعقل هذا!!؟ والله لو أنني لم أقرأه وأسمع به عبر الوسائل الإعلامية لما كتبت هذه السطور، لأنني لا أصدق أن يكون هناك من هو مخوّل بوضع قوانين التقاعد التي سيتم إقرارها، وأن فيهم من يعمل على مصلحة الوطن وأبناء وبنات الوطن، سيكون مشرعا وواضعا لمثل هذا القانون، ويكون سببا في تحطيم وتعاسة كل الذين عملوا في خدمة الوطن من الجنسين، لأن من المفترض أن يعمل على هذه القوانين من هم مسؤولون ويحرصون على تكريم ومكافأة من أخلصوا في أعمالهم التي أوكلت إليهم، لا على استعبادهم وإركاعهم للعمل حتى آخر رمق من حياتهم، دون أن يكون لهم حق العمل وحق التقاعد أيضا بعد فترة عمل تكون مقبولة ومعقولة وممكنة أيضا، فمن عمل لمدة عقدين أو ثلاثة ألا يستحق أن يحصل على حق التقاعد كاملا، وأن يكون موضع التقدير والاحترام والتكريم بعد خدمة استمرت لعقدين أو ثلاثة، حتى يترك مجالا للأجيال التي بعده كي تعمل وتقدم وتعطي كما أعطى سابقوهم، كما أن من حقه أن يستمتع بما تبقى له من حياة قدّرها له العزيز الحكيم في معايشة أسرته وأهله وأقربائه ومعارفه، وأهمها عباداته لله عز وجل، وأنا هنا لا أمانع من استمرار أي موظف في عمله ما دام راغبا في ذلك، ولكن يجب أيضا عدم الإجبار أو بمعنى آخر الإكراه بأن يستمر لسن السابعة والستين حتى يحق له أن يحصل على التقاعد!.هذا فيما يتعلق بالرجل، ولكن الأدهى والأمر ما يتعلق بأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، فهل يُعقل أن تعمل المرأة إلى سن الثانية والستين!؟ أليس من الأولى أن يتم معاملة المرأة القطرية معاملة تليق بها وبالدور الذي تقوم به بعين الرضا والإعجاب والتقدير، ألا تستحق المرأة القطرية التي خدمت ولو لعقد واحد أن تحصل على التقاعد المبكر، حتى تتفرغ لأسرتها وبيتها وزوجها، وهي بذلك تكون عملت على خدمة الوطن وحافظت على أسرتها من التفكك والتشرذم والضياع، أليست الزوجة هي الأم والأخت والابنة؟ أليست هي صمام الأمان في البيت ومركز استقرار المجتمعات؟ أسئلة كثيرة يجب طرحها ومعالجتها والاهتمام بها، فالتقاعد أمر حتمي لكل من يعمل، نسأل الله أن يدل مسئوليه وواضعيه على طريق الصواب وما فيه خير البلاد والعباد.