11 سبتمبر 2025

تسجيل

أسباب نجاح الجزيرة

06 أكتوبر 2011

الحديث هذه الأيام عن استقالة وضاح خنفر أو استبداله بقطري أعطى الرجل حجما أكبر من حجمه أو كأنه صانع المعجزات الإعلامية.. صحيح أن وضاح خنفر كان له دور ما في مسيرة الجزيرة ولكن هناك الكثيرين ممن لهم دور كبير في نجاحها وليس وضاح فقط، فإذا كان هو أعطى فقد أخذ الكثير وأفاد الكثيرين من بني جلدته.. ومن وجهة نظري المتواضعة هناك سببان رئيسيان في نجاح الجزيرة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، فهي فاقت قنوات عريقة عالمية وتفوقت عليها حتى في عقر دارها.. فالسبب الأول هو شجاعة من بيده القرار السياسي أي المسؤولين القطريين وتحملهم الكثير في سبيل أن تكون الجزيرة ذات مصداقية وتَكيل بِمكيالٍ واحد وتقف مع الأحداث بمسافة واحدة حتى لو جاملت الجزيرة الحكومة القطرية قليلاً في حالات قد لا تذكر.. ويكون هناك في بعض الأحيان نقد من بعض ضيوف الجزيرة موجه للحكومة القطرية نفسها فتتقبله بصدرٍ رَحب ولم يَحجب مذيعو الجزيرة رأي أحد بهذا الصدد.. وكم من الرسائل وجِهت للحكومة القطرية من بعض الحكومات العربية وغيرها للحد من حرية الجزيرة التي فاقت التوقعات وكم من الحملات الإعلامية التي شُنت على رمز الوطن ووزير خارجيته رئيس مجلس الوزراء وكم من تُهم العمالة تم اتهام الجزيرة بها وكم من القنوات الإخبارية التي تم إطلاقها من أجل منافسة الجزيرة والتشويش عليها تقنياً من بعض الدول العربية أو تقديم الإغراءات المادية لبعض كوادرها من مذيعين ومحررين وكل هذا فشل في النيل منها أو منافستها.. ووقفت المصداقية حجر عثرة في طريق هذه القنوات مع العلم أن الجزيرة تبث من عالم ثالث يُحكم بالعصا والنار.. ووجود أنظمة مستبدة والتي فاق ظلمها كل حد تقتل المواطن لأتفه الأسباب ولا تؤمن بالرأي والرأي الآخر ولديها عقليات خَرِبة أصابها الصدى ولا يجوز أن تحكم شعوباً تتطلع للحرية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ولا يجوز أن تستفرد أو تدير ثروات ضخمة سُّخر جُلها للجيوب وليس للشعوب؟؟!!!!!! أما السبب الآخر هو الإمكانيات المادية الكبيرة التي سخرتها قطر في سبيل إعلام عربي مبني على المصداقية يُحاكي روح العصر وتطلعات الشعوب العربية ويزيل الغشاوة وتلوث الإعلام الحكومي الذي لا يَحظى بأي مصداقية ولا يستضيف سِوى المُطبلين لهذه الأنظمة والذين لا يذكرون إلا محاسنها التي ليس لها أساس من الصحة ومثقفين مردوا على الكذب والنفاق ولم يَصّدقوهم لا قولاً ولا فعلاً.. فلا يجوز بأي حال أن ينسب جهداً جماعياً أو يُخزل في شخص واحد فمثل هذا الجهد الجبار لا يستطيع أن يقوم به شخص أو عدة أشخاص بل يتطلب شجاعة كبيرة وإمكانيات مادية وبشرية وتقنية ومهنية كبيرة ومخاطر وتضحيات.. فإذا كانت الدول تفتخر بامتلاكها السلاح النووي آلة القتل والخراب والدمار فنحن نفتخر بالجزيرة آلة تنور العقل والفكر وجعلت المواطن العربي يتحرر من أغلال الخوف ويحطم كل صور الظلم والاستبداد التي طالما عانى منها شديد المعاناة.. وآخر الكلام كم من الحكومات غيَّرت سياساتها إلى الأفضل مع شعوبها بفضل الجزيرة وزاد كرمها الحاتمي وهِباتها الاقتصادية وتفكر جدياً بمنح شعوبها مزيدا من الحريات ودول المؤسسات أليس هذا بفضل الله أولاً ومن ثم الجزيرة؟؟ أليس الجزيرة من كشفت الأقنعة عن وجه بعض الحكومات العربية وبان وجهها البشع الحقيقي؟؟ الذي تَخفى خلف شعارات جوفاء سنين طويلة.. فبعد كل هذا ألا يحق لنا أن نفتخر بها وبمن ضحى بالكثير من أجلها؟؟ فالجزيرة كانت وسوف تبقى صنيعة قطرية بمشاركة كفاءات عربية ولا سيما التي كانت في بلاد المهجر وليس مجاناً ولكن بمقابل.. فإذا كنا صرفنا على مختلف الرياضات المليارات من أجل إبراز اسم قطر دون نتائج تذكر؟؟ فلم تذهب الأموال سدى في الجزيرة حتى أضحت قطر أشهر من نار على علم ودخلت كل بيت بدون استئذان.. [email protected]