15 سبتمبر 2025

تسجيل

تحديات التعليم في زمن الكورونا

06 سبتمبر 2020

كَثّرت التكهنات خلال الإجازة الصيفية للمدارس، حول عودة الدراسة لطبيعتها أو تأجيلها وفقاً لظروف فيروس كورونا كوفيد - 19، وانقسم الرأي العام بين مؤيد للانتظام المدرسي وتأجيلها، وقبل أسبوع حَسمت وزارة التعليم والتعليم العالي الجدل بخطتها لعودة التعليم بالانتظام في المدرسة والتعليم عن بُعد معاً، وقد يكون حلاً مناسباً للبعض إلاّ أنه مرهق للبعض الآخر، وقد يكون الأكثر تعباً هو الطالب نفسه الذي لن يشعر بالاستقرار مع طريقة تعليم تتطلب منه الحضور للمدرسة يومين في الأسبوع، في حين يتلقى التعليم عن بُعد بقية أيام الأسبوع، متخذاً الإجراءات الاحترازية التي تتطلب منه ارتداء الكمام طوال بقائه في المدرسة، وقد انتشرت دراسات عالمية تثبت الأضرار السلبية الناتجة عن ارتداء الكمامات لفترة طويلة، وفي المقابل الخوف من التعرض للفيروسات في حال عدم ارتدائها!. كلنا يعلم أن التعامل المباشر مع الطالب أفضل بكثير في إيصال المعلومات ورصد التفاعل ودقة التحصيل والتقييم، وربما فرضت علينا الظروف الحالية التعليم عن بُعد، وحاولت الوزارة إيجاد طرق ملائمة لإكمال عملية التعليم بشكل سلس في هذه الظروف المُعقدة، ومهما كانت الطرق والوسائل إلاّ أنها بالتأكيد لن ترضي كل الأهالي، فكل عائلة لها ظروفها المختلفة، ومن لديه أكثر من ثلاثة أبناء وفي مراحل دراسية متنوعة سيشعر بالضغط في توفير أجهزة الكمبيوتر لهم، بحيث يأخذ الطالب حقه في حضور الحصص الدراسية المُقدمة عن بُعد وحل الواجبات، كما أن عليه توفير سائق لتوصيل الطلاب لمدارسهم المختلفة في الأيام المختلفة نظراً لعدم النصح باستخدام الباصات ووسائل النقل العام، ناهيك عن عملية الدخول للمدرسة، التي قد تؤرق الأهل، خاصة بعد الإعلان عن حالات مصابة بفيروس كورونا بين هيئة التدريس، والخوف من انتقال العدوى من أحد الطلاب أو الكادر التعليمي ومن ثمَ انتقاله للبيت وزيادة عدد المصابين، أو حتى الشك في المخالطة والتي يترتب عليها البقاء معزولاً 14 يوما مع شلل للحياة. أمّا قرار استثناء الطلاب المرضى أو من لديهم أمراض مزمنة في البيت فسبب لغطاً، فمعظم البيوت بها مصاب بأمراض مزمنة مثل السكر أو الضغط أو ربما امرأة حامل، وعليه سيتم استثناء كثير من الطلبة!. ومن ناحية أخرى تكمن مشكلة أخرى وهي عمل أولياء الأمور الذين عليهم مراقبة أبنائهم الطلبة وتشجيعهم على حضور الدروس في الأيام التي تكون الدراسة فيها عن بُعد، خاصة أن بعض الطلبة لم يعتادوا على التفاصيل التكنولوجية، بل الأمّر من ذلك أن بعض الأهالي لا يتقنون التعامل مع الوسائل التكنولوجية وما يطلبه المدرسون من واجبات لا يتمكن الطالب من تنفيذها بمفرده، في الوقت الذي يقف الآباء والأمهات حائرين بين البقاء مع أبنائهم أو الذهاب لعملهم الذي في نفس وقت الحصص المدرسية!. وقد شهدت معاناة كثير من الأمهات في ذلك، فالبعض منهن اضطر إلى تقديم إجازة للبقاء مع أبنائهن أو تكرر تأخيرهن عن مواعيد عملهن نتيجة للضغط الذي يتعرضن له من أبنائهن وطلبات المدرسة لاسيما بعض المدارس الخاصة. ولعّل كان أجدر بوزارة التعليم تنظيم دورات توعوية قبل بداية العام الدراسي وإن كانت عن بُعد لأولياء الأمور لتوعيتهم بالطرق الأفضل لعملية دراسة أبنائهم وتعريفهم بالوسائل التي تهيئهم عملياً ونفسياً لذلك، قبل أن تبدأ الدراسة، كما أن عملية الاستثناء كان يجدر تنظيمها قبل بدء الدراسة وبطريقة منُظمة أكثر مما هي عليها والتي لم تتقيّد بالإجراءات الاحترازية كما شاهدنا في فيديوهات مصورة لبعض المراجعين وهم في فوضى، ولعّل كان يجب التعاون مع مؤسسات الدولة بتوجيهها حول تخفيف ساعات الدوام لأحد الوالدين الأم مثلاً لتتمكن من متابعة دراسة أبنائها خاصة في الأسابيع الأولى. لم يكن سهلاً اتخاذ القرار فيما يتعلق بالمنظومة التعليمية نظراً لتعقيدها وتشّعبها وكثرة تفاصيلها باعتبارها أهم المؤسسات الحيوية والخدمية، وعليه كان يجب المراعاة والتفكير في كل التفاصيل وظروف العائلات والكادر التعليمي والطّلاب وإيجاد حلول وبدائل سهلة بما يُنّظم العملية الدراسية ويحفظ حق الطفل في التعليم بشكل صحيح ويحافظ على سلامته وسلامة عائلته حسب إمكانياتهم. • نتمنى أن يكون عاماً دراسياً موفقاً خالياً من الكوارث الصحية، محققاً التحصيل العلمي المأمول. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik