13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لعل أبرز ما يميز الأزمة الخليجية التي افتعلتها دول حصار قطر وراهنت على نجاح مخططها منذ الأسبوع الأول، هو افتقار تلك الدول إلى النضج السياسي منذ اليوم الأول للأزمة الخليجية، وحتى الآن أي بعد مرور أكثر من ٩٠ يوما على الحصار الذي شرعنته تلك الدول من خلال قرصنة المواقع القطرية وبث أخبار كاذبة ومغلوطة. لقد أظهرت دول الحصار منذ اليوم الأول أنها بعيدة كل البعد عن التعقل، الحكمة، والنضج، فهي قفزت للحصار قبل الحوار، ومن المعروف في حال وجود نزاعات تلجأ الدول إلى أساليب لفظها، إلا أنه وبسبب غياب النضج السياسي، سارعت دول الحصار بتصعيد سياساتها ودعمتها بحجج واهية. المؤكد أن دول الحصار وتعاملها مع الأزمة يبرهن أنها لم تصل إلى مرحلة النضج السياسي بعد، فكيف تتحول مشكلة سياسية بالأساس على حد قولهم، إلى مشكلة تتناولها جميع أطراف المجتمع ومؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة الدينية، مرورًا بالرياضة، الاقتصاد، وانتهاء بالفن كما شاهدنا مؤخرًا، ناهيك عن زج دول حصار قطر شعوبها في أزمة سياسية، حتى إن البعض منهم أصبح كالروبوتات يُردد ما يقرأ ويسمع دون فهم أو إدراك. أما دولة قطر فتعاملت مع الأزمة بنضج وحكمة بعيدًا عن الطيش والمراهقة السياسية التي اتسمت بها دول الحصار، كما أن دول الحصار لم تحاول الإضرار بقطر فقط، بل أيضًا أضرت مواطنيها، الذين لا يستطيعون حتى إظهار التعاطف مع دولة قطر بسبب سرعة إصدار قوانين مغلظة من قبل دولهم تجرم إبداء أي موقف متعاطف مع دولة قطر. كذلك فقد سعت دولة قطر في هذه الأزمة إلى التركيز على بناء الاقتصاد القطري والعمل للمستقبل بعيدا عن ممارسات دول الحصار التي اقتصرت على الأغاني و"الشيلات" والجيوش الإلكترونية البذيئة المتخصصة في القرصنة والسرقة التي تُستخدم ضد قطر، فلو كانت تلك الأمور تجلب لهم النصر لفعلت ذلك في ساحات الحروب التي يخوضونها، وبالتالي فإنها لن تنصرهم الآن، بل المؤكد بأنهم ألحقوا الهزيمة بأنفسهم. تتطور الصراعات السياسية على مر السنوات، إلا أنه لا تتطور العقلية التي تتعامل مع الصراعات والأزمات كما هو الحال مع دول الحصار، التي ما زالت تتعامل مع الأزمات بعقلية تفتقر للنضوج السياسي، أقرب للطيش والمناورات السياسية غير المسؤولة، معتمدة على علو الصوت و"فرد العضلات"، فهم بأنفسهم ومن صنيعهم أظهروا صورتهم الحقيقية بأنهم "تنين من ورق"، والدليل غياب النضج السياسي الذي استبدلت به مهاترات وحروب وهمية في محاولة لخلق انتصار وهمي لا حقيقة ولا أساس له. [email protected]